البشير وسط الجماهير ابتهاجا بالنصر |
أعاد
الجيش السوداني منطقة هجليج الغنية بالنفط إلى حضن الوطن الأم واختتم أمس، ملحمة
بطولية رسمية وشعبية، استمرت عشرة أيام، وانتزع المنطقة من براثن الجيش الشعبي
لدولة جنوب السودان، ونفى الرئيس عمر البشير أن يكون الجيش الشعبي قد انسحب، وأكد
استرداد هجليج قوة واقتداراً، فيما تدافع الآلاف إلى شوارع الخرطوم مهللين
ومكبرين، وسط هتافات “جيش واحد شعب واحد” .
وخاطب
الرئيس البشير جموعاً غفيرة من المواطنين تقاطرت أمام القيادة العامة في الخرطوم،
مؤكداً أن انتصار القوات المسلحة يمثل قوة واقتداراً على الجيش الشعبي، ونفى أن
يكون الأخير انسحب كما أعلن رئيس دولة الجنوب، بل طرد ودحر من قبل القوات المسلحة،
وحيا القوات المنتصرة، وتعهد برد أي عدوان على أرض السودان، وقال إن اخوانكم
جاهزون في النيل الأزرق وجنوب كردفان لتحريرها من دنس المتمردين . واجتاحت الشوارع
أهازيج فرح، وجاب المواطنون الشوارع راجلين وراكبين يطلقون أبواق السيارات،
ويهتفون بالنصر، وعبروا عن فرحتهم منادين بمواصلة الانتصارات حتى عاصمة الجنوب،
وأطلقوا اسم “جمعة الصمود والنصر” على يوم أمس . وردد المتظاهرون في أجزاء متفرقة
من الخرطوم شعارات تمجد الجيش ورفعوا لافتات تؤكد مساندته .
وأعلن
وزير الدفاع السوداني الفريق عبدالرحيم محمد حسين، تحرير هجليج بقوة واقتدار من
دولة جنوب السودان و المرتزقة وقال “تقدمت قواتنا المسلحة الباسلة برفقة قوات
نظامية أخرى ومجموعات المجاهدين، واضعين نصب أعينهم رد التعدي السافر لجنوب
السودان، وحققت النصر بعزيمة الصبر” . وأضاف أن تعدي دولة الجنوب على السودان، جرت
إليه سداداً لفاتورة طويلة وأجندة أجنبية معقدة، ليدفع المواطن الجنوب الثمن فقد
أرهقته الحروب ومؤامرات الحركة الشعبية . وأكد أن القوات المسلحة تقدمت بروية
وحكمة حتى لا تدمر ما تبقى من منشآت في هجليج، وقد تم لها ما أرادات .
وأشار
إلى أن القوات خاضت ملاحم بطولية ومعارك ضارية، منيت فيها قوات العدو بخسائر فادحة
في الأرواح والمعدات، مؤكداً أن الهزيمة ستكون درساً بليغاً للحركة الشعبية .
وكانت
دولة جنوب السودان أعلنت أمس قبيل تحرير هجليج، في محاولة لإفساد النصر السوداني،
انسحاباً غير مشروط من المنطقة، وكانت اشترطت من قبل نشر الأمم المتحدة قوات
محايدة في المنطقة . وقال متحدث باسم حكومة جنوب السودان إن الرئيس سلفاكير أمر
قوات الحركة الشعبية بالانسحاب من هجليج، مضيفاً أن الانسحاب سيبدأ على الفور
ويستكمل في غضون ثلاثة أيام . وأشار إلى أن قرار الانسحاب يهدف إلى خلق مناخ مناسب
لإجراء محادثات مع السودان، لكن المتحدث باسم الجيش الشعبى لتحرير السودان العقيد
فيليب أغوير قال إن القوات الجنوبية مازالت في منطقة هجليج، ولم تتلق أي أوامر
بالانسحاب . وكانت الخرطوم أكدت أن تأخير إعلان سيطرة القوات السودانية على
المنطقة كان لأسباب تكتيكية واستراتيجية . وقال الدكتور أمين حسن عمر وزير الدولة
برئاسة الجمهورية أمس، إن تأخير الدخول إلى هجليج يرجع لأسباب موضوعية
واستراتيجية، مثل هل نحن نريد طرد هذه القوة أم تدميرها ثم الأفعال العسكرية، من
بعد ذلك تأتي، هل نبدأ بطردها أو قطع خطوط الإمداد عنها أولاً، وشدد على أن هناك
أموراً تكتيكة واستراتيجية لا يراها المواطن العادي . وقال عمر “نحن لسنا حريصون
على تفكيك الجنوب أو نسف جيشه أو نسف استقراره، ولكن نحن أيضاً لن نضعف عن استعمال
أي وسيلة في مواجهة العدوان علينا”.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق