القارئ العملاق الشيخ سعيد محمد نور - من أبناء السودان بمصر
الصوت الذي أبكى الحجر
هكذا قالوا عنه وقالوا صاحب الحنجرة الذهبية وقالوا الصوت الشجن رغم ندرة التسجيلات الصوتية إلا أن إذاعة الكويت صاحبة أكبر رصيد منها... هذا الشيخ السودانى نال تلك الشهرة رغم الندرة التى ذكرناها... تعرف عليه أكثر وابحث على اليوتيوب لتستمع إليه.... عُرف الشيخ المقرئ سعيد محمد نور باسلوبه المنفرد في التلاوة مغلف بالشجن العميق وكان في جامع الخازندار بحي شبرا بالقاهرة رجل أسمر اللون من أصل سوداني وكان هذا الرجل يقرأ القرآن بطريقة غريبة كلها شجن تستدر الدموع من العيون التي لم تعرف طعم الدموع قط .
روى عنه معاصروه الكثير، وحكى عنه : ان سائقي ترام شارع شبرا كانوا يتوقفون عند سماعهم لصوت الشيخ سعيد واستجابة للركاب ايضا . وقد كان الشيخ سعيد مصرا على ألا يقرأ في استوديوهات الاذاعة او تسجل له.
وبالرغم من أن الرجل لم يقرأ في الاذاعة الا مرة واحدة , إلا أنه يتمتع بشهرة تفوق شهرة بعض قراء الاذاعة وسر شهرته أنه يقرأ القرآن بطريقة تختلف عن الطريقة المعروفة..وطريقة القراءات.وبهذه الطريقة نفسها كان يقرأ قارىء آخر من قبل هو الشيخ محمود البربري, وتسري بين العامة شائعة أن هذه الطريقة هي وحدها الطريقة الشرعية التي يرضاها المحافظون.
المهم أن الطريقة التي يقرأ بها الشيخ سعيد نور طريقة عجيبة تثير في نفوس الناس عواطف شتى ..من الطرب والخشوع والإيمان , وأيضا تستدر من عيونهم الدموع الحزينة .
لم يعرف عن الشيخ سعيد أبدا أنه حدد أجرا له , وهو يتناول الأجر الذي يدفعه صاحب الليلة دون نقاش . وتتعصب لصوت الشيخ محافظات بأكملها وعلى رأسها جميعا محافظة المنوفية ولعل السبب يرجع إلى أن اغلب سكان شبرا – حي الشيخ سعيد – من قرى المنوفية .
وقد قرأ الشيخ مع المشايخ الكبار , قرأ مع الشيخ علي محمود والشيخ محمد رفعت ويستمع الشيخ سعيد لصوت الشيخ رفعت ويفضله على كل الأصوات .
وقد كان الرجل الأسمر يعيش عيشة بسيطة في شبرا , أما هوايته الوحيدة فكانت سماع الاسطوانات القليلة الباقية للشيخ محمود البربري.
وفي عهد الملك عبدالعزيز آل سعود ملك السعودية - رحمه الله - قصد الشيخ سعيد محمد نور رحمه الله الديار الحجازية لآداء فريضة الحج ، وقبل أن تحط الباخرة التي تقله رصيف ميناء جدة وصلت أخباروصوله إلى القائمين والعاملين في إذاعة جدة والتي كانت أول إذاعة سعودية والتي أنشئت سنة 1368هـ فكان لها النصيب الأكبر في تسجيل قراءات له ، فقد قام بتسجيل سورة مريم وطه والحديد والتكوير على أشرطة سلك قبل ظهور أشرطة الريل ، ولاقت تلك التسجيلات إستحسان الكثيرين من المسلمين حتى أن المديرية العامة للإذاعة آنذاك ( وزارة الإعلام حالياً ) كانت تسجل الآف النسخ من تلك التسجيلات وتقدمها لضيوف الرحمن من الوزراء والرؤساء والإذاعات الإسلامية ، وكان الملك عبدالعزيز رحمه الله من أشد المعجبين بتلاوة الشيخ سعيد ، فعرض عليه البقاء بالديار المقدسة لكن الشيخ سعيد أعتذر لظروف خاصة ، لكن محبة السعوديين للشيخ لاتزال باقية في قلوب الكثيرين حتى يومنا هذا .
وقد هاجرالشيخ سعيد نور من مصر واستقر في الكويت في مطلع الثمانينات هجرية وسجلت اذاعة الكويت القرآن الكريم بصوت الشيخ سعيد وتذيع له مرة كل أسبوع في فترة الفجر وقضي الشيخ سعيد بقية حياته في الكويت حتى أختاره الله لجواره في منتصف الثمانينات الهجرية ولكنه ترك ثروة روحية غالية بتسجيلاته للقرآن الكريم ولكن لسوء الحظ كانت أشرطته ضمن الأشرطة التي أختفت من أرشيف الأذاعة خلال فترة احتلال الأشاوس كما يزعم الكويتيون..وحكومة الكويت تتهم جيش الأشاوس وحكومة الأشاوس تنفي اتهامات الكويت وأين ذهبت الأشرطة ؟؟ العلم عند علام الغيوب.
وبعد وفاة الشيخ سعيد نور يرحمه الله بعث أبناؤه بأكثر من مآئة تسجيل قرآني بصوت والدهم لإذاعة جدة وتم إدراجها ضمن القراءات المذاعة وكانت تلك التلاوات تم تسجيلها من داخل جامع الخازندارة بمصر وتاريخ تسجيلها يعود في بداية عهد الملك فاروق ملك مصر .
رحم الله شيخنا سعيد محمد نور الذي نوّر قلوبنا برقة تلاواته التي غلفها بالشجن والحزن
لا اله الا الله محمد رسول الله اللهم ارحمنا بالقرأن
ردحذف