حسن الترابى الشخصية السودانية المثيرة للجدل و فى حواره ببرنامج (العاشرة مساءاً) كشف عن مدى تمكن أمراض النرجسية وأورام الشعور بالذات و الشيزوفرينيا الفكرية والسياسية تلك التى أهلكته سابقاً ولاتزال تفعل فعلها به ؛ تجده ينسب إلى نفسه كل فضيلة ولمخالفيه كل نقيصة، اضحكنا حين وصلت به نرجسيته إلى مرحلة تخيله أنه هو من قام بثورة أكتوبر وليس الشعب السودانى وذلك " بعد عودتى من فرنسا ببضع شهور" وبلغت به حالته الميؤس منها مراحل عصيبة أتعبت محاورته منى الشاذلى الضعيفة (لقلة معلوماتها بالشأن السودانى وحسن نفسه وتاريخه السياسى والفكرى)
هو مع الحريات والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان ، وهو الذى فقد حريته (بتعرضه للسجن مرات يحب أن يذكرها كثيراً) وافتقد العدالة (حقه فى المحاكمة القانونية حتى ولو دولية) وضاعت الديمقراطية التى أتى بها على يد العسكر الذين رفضوا اللامركزية وحرية الصحافة وحقوق الإنسان ، لكن ينسى أو يتناسى ويجهل أو يتجاهل ؛ أنه قام –وباعترافه- بانقلاب عسكرى ضد الديمقراطية واغتال الحريات التى يتشدق بها ، وغيب المحاكمات العادلة عن البلاد بلغت ذروتها بإعدام 29 ضابطاً (بعثياً) دون أية تحقيقات أو محاكمات وأهدر حقوق الإنسان التى يتمسح بها فى سجون ومعتقلات نظامه.
وفى أمر الجنوب الترابى لم يحشد الشباب للجهاد فى الجنوب - هكذا قال - إنما الحكومة هى التى فعلت فهو فقط – بحسب كلامه- كنت بعمل محاضرات ؛ ولم يكن هو أول من تحدث عن تقرير المصرير منذ مطلع التسعينيات وقبل حتى ما يقال عن مؤتمر أسمرا والقضايا المصيرية. انفصل الجنوب لضعفنا، فقط زعلان من أنو اتسجنت لما قعدت (وقعت) مع قرنق بس هما لما يمشوا يوقعوا معه ناس على عثمان يبقى هما اللى قتلوا بابايا اقصد مبارك.
يبرأ نفسه (فهو الذات المبرأة) تماماً من محاولة اغتيال مبارك (ويبرأ البشير) لكنه يتهم على عثمان ونافع على نافع أخوانه وتلامذته فقط لأنهم أقصوه عن السلطة – ولم يتحملوه بتخاريفه وتحريفه للحقائق والوقائع والمواقف - يا لها من خسة أن يفعل ذلك بإخونه وتلامذته، فلو صح فعلاً ما يقوله حول تورطهم وبراءته فهو معلم فاشل وقائد أحمق لا يصح الإستماع إليه والإنقياد له ، ولو كان كذباً ما يقوله فهو إذن زعيم ومفكر كذاب بل أفاك لأنه يفترى على الناس ويدعى عليهم بالباطل و الفرضية الثالثة أنه شريك فى الجرم فهو إذن مشروع قاتل (أو قاتل ) ويقول بخلاف ما يفعل ، فبفعله هذا لم يزد نفسه إلا تحقيراً معلماً وقائداً وزعيماً ومفكراً.
الترابى كمثل الشيطان إذ قال للإنسان (اكفر) فلما كفر قال إنى برئ منك ؛ إنى أخاف الله رب العالمين، الترابى قال لنميرى طبق الشريعة (التى كتبتها أنا الفقيه الدستورى والخبير القانونى فليس مثلى ولا قبلى ولا بعدى) فلما طبقها (يقول الترابى حرفها وغيرها) قال إنى برئ منك ( وطلع نميرى غلطان) مع أنه قعد بعد سبتمبر فترة كافية ولم نسمع له صوتاً – على العكس كان مادحاً لأمير المؤمنين- حتى بدء الأحداث التى أدت لأنتفاضة أبريل ( وهو طبعا مفجرها) ، الترابى كمثل الشيطان إذ قال لعمر البشير والعسكر اعملوا الإنقلاب – وهو معترف أنهم –المجموعة المفكرة- خططوه ثم جيئ بهذا الذى اسمه عمر البشير الذى لا يكاد يبين (قال أنا لا اعرفه) ليقوم به- فلما قاموا به ولما اختلف معه (أى مع العسكر بحسب لسانه رغم أنه لا على عثمان ولا نافع ولا غازى ولا مصطفى....كانوا عساكر) قال أنى برئ منك أنى مع الديمقراطية وبسط الحريات واللامركزية ، وكان عاقبتهما (عمر البشير وعلى عثمان) أننى فجرت عليهما مشاكل دارفور (على عثمان ئؤكد ذلك) وإلى الجنائية وبئس المصير.
لم ينقلب الترابى عاشق الديمقراطية وجالبها للشعب السودانى مرتين، لم ينقلب على حكومة الصادق المهدى (بل هى أضغاث احلام فى أذهانا نحن السودانيين و إن هذا إلا اختلاق) إنما انقلب على القوات المسلحة بسبب مذكرة العشرة وليس على الديمقراطية ، ويقول اليوم أنها كانت أخطاء وأنه من الخطأ عمل انقلاب عسكرى.
ربما يكون الترابى الشخص الوحيد فى العالم الذى اتيحت له الفرصة أن ينظر وينظم وأن يفكر ويقود ، ويعارض السلطة ويشارك فيها بديمقراطية أو بغير ديمقراطية) وكمان يعمل انقلاب ، وينفرد بالسلطة ليطبق لنا نظرياته دون منازعة فماذا كانت النتائج وما هى الثمرات؟ أمة سودانية قوية ناهضة بالاسلام ماضية من مجد إلى مجد، قدمت مشروعا حضاريا نقلنا إلى مصاف الأمم منافسة تركيا وماليزيا وايران واليابان كمان، حافظت على حدودها وشموخها وأصبحت مثلا يحتذى. قوة أقليمية فى القرن الإفريقى فرضت الأمن والسلام والعدالة بحكم مشروعها الإسلامى فهاهى الصومال تنعم بالخير وتشاد وإرتريا وإثيوبيا الجارة الشقيقة، ومن فرط اعجاب العالم العربى بنموذج الترابى ثارت الشعوب على طغاتها العملاء وأطاحوا بهم ليحل محلها النموذج الإسلامى الذى انتجه عقله وحده هذا الزعيم الكبير والمفكر المستنير والقائد العظيم والفقيه الدستورى والمجدد المجتهد الذى يصيب ويخطئ فجاء إلى مصر منعته ينقل لها تجربته الفريدة بس فى شوية أخطاء منها (هذا ما قاله) أننا لم نقدم نموذجاً يرسخ مفاهيم الحرية والعدالة فى الإسلام لأننا وصلنا إلى السلطة سريعاً بانقلاب وهذا خطأ آخر فلا للأنقلابات العسكرية بس لماذا علمنا انقلاب، مش عارف لأنو كنت فى الحمام ساعتها. لأ نحن عملنا الإنقلاب العسكرى ليس ضد الديمقراطية إنما كنا مضطرين لقد كانت إذن – الضرورة- والقاعدة الفقية تقول الضرورات تبيح المحظورات.
فالترابى سابق لعصره – هكذا أكد لنا- فالشورى عنده ملزمة قبل ثلاثين عاماً قلت أنها ملزمة حتى الشيخ المصرى اللى فى قطر قال له أنه كان على حق وكنا على باطل، غير أننا لم نرى هذه الشورى متاحة داخل تنظيمه أو تنظيماته ولم تظهر بعد ذلك فى دولته النموذجية على الأقل فى العشر سنوات التى قضاها حاكماً متحكماً فى ظل وجود رئيس ونواب رئيس و وزراء بل يعلم القاصى والدانى كيف كانت تدار الأمور. فالشورى ملزمة هذا ما يقوله ولا يفعله.
لم نرى أمامنا فى حلقة العاشرة مساءاً إلا رجلاً كاذباً ومزيفاً للحقائق والمعلومات والتاريخ ، لا يشعر إلا بنفسه ولا يرى إلا ذاته فهو لا يعرف عمر البشير قبل الإنقلاب ؛ انت جاهل إذاً ولا تقرأ ، ولا يعرف أسامة بن لادن إنما جاءه الرجل عندما حضر إلى السودان لأننى رجل معروف لكنه رجل مجهول بس من عائلة غنية تعمل فى المقاولات وجاء السودان مستثمراً لم يعمل معه ابنى وليس رجلاً مقاتلاً بل هو رجل نحيل ضعيف الجسد.. لا اعرفه هو يعرفنى أنا معروف... أنا مسكين... أنا غلبان... أنا بظهر فى قناة الجزيرة (فى جواب على سائل اتصل بالبرنامج) أنا عملت الجزيرة أقصد قلت للعائلات الحاكمة فى الخليج عشان بعرفهم كويس لازم تتعملوا قناة اعلامية حرة عشان أنا كنت بعمل لهم البلد والقوانين لما كانوا فقراء مع السنهورى (منى الشاذلى: السنهورى بتاعنا) أيوة السنهورى بتاعنا كلنا – على فكرة السنهورى مولود سنة 1895 ولما تخرج الترابى كان السنهورى عنده 60 سنة- (منى: يعنى أنت اللى اقترحت عمل قناة الجزيرة) أيوة ، لا اعرف إذا كان فى ذلك إجابة تافهة عن السؤال التافه.
وطالبان (يعنى) الطلاب بتوع المدارس الدينية البسيطة ، بس ديل شوية طلاب أنا زول عالمى بعرف ربانى وسياف وحكمتيار كان لى دور فى وقف الصراع هناك جاؤنى طالبان قلت ليهم أن ما تفعلوه ليس من الدين (هم عايزين يسقطوا المرأة ويقفلوا الأذاعات والتليفزيون) قالوا لى معلش احنا مش عارفين تعالوا علمونا انتم بتعرفوا العربية وبتفهموا القرآن بس نعمل شنو بوش خرب الموضوع مشى ضربهم.
التربى مسكين – هكذا قال عن نفسه فى الحلقة – فعلاً مسكين يحتاج لعلاج نفسى لأنه لو تركناه شوية ممكن يفتكر أنه هو الذى عمل الثورات العربية والثورة الفرنسية والبلشفية بلاش أي حاجة أمريكية عشان أمريكا بتضرب. فثورة أكتوبر هو وانتفاضة ابريل هو وثورة الإنقاذ هو (طبعاً الموضة الأيام دى ثورات) والخرطوم محتاجة ثورة (الآن) عشان أنا الأول والأخر والظاهر والباطن وأنا بكل شئ عليم بشأن السودان ، وشأن مصر، والشؤون العربية وايضا العالمية وما فوق العالمية شؤون العالمين يعنى ، وبشر مثلكم أخطئ وأصيب.
شكراً يا مولانا شكر الله سعيك.
مخلص حلقة العاشرة مساءاً
أقرأ ايضا وشاهد الحلقة
* الترابى يمارس البله السياسى وثوار التحرير يلقنوه درساً
أقرأ ايضا وشاهد الحلقة
* الترابى يمارس البله السياسى وثوار التحرير يلقنوه درساً
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق