التقت مساء الأحد مجموعة من شباب وفتيات أجيال الجالية السودانية بمصر مع الدكتور حسين حماد رئيس المجلس الأعلى للجالية السودانية، جاء اللقاء بمبادرة من السيد بابكر حنين المستشار الإعلامي بالسفارة السودانية بالقاهرة بهدف إجراء حوار مباشر بين الطرفين.
جاء اللقاء علي خلفية القضايا التي أثيرت بعد إعلان تأسيس المجلس الأعلى للجالية في أكتوبر الماضي حول شرعيته وطريقة تأسيسه وانتخابه وكانت مجموعة أجيال من بين أطراف عديدة داخل مجتمع الجالية السودانية التي رأت أن المجلس قد شاب تأسيسه الغموض وافتقد الشفافية كما اعتبرته غير شرعي قانوناً.
كانت أجيال قد أوضحت موقفها من خلال بياناتها وعلي صفحتها بالفيسبوك وقامت بتسليم نسخة من موقفها إلي رئيس المجلس وللمستشار الإعلامي وأكدت أن خلافها مع ممثلي المجلس هو خلاف موضوعي وليس حول أشخاصه أو ممثليه.
وجاء نص موقف أجيال من المجلس الأعلى للجالية كالتالي
موقف أجيال من المجلس الأعلى للجالية السودانية بمصر
أجيال عرفت نفسها منذ ظهورها بأنها مجموعة من أبناء الجالية السودانية بمختلف الأعراق والأعمار معنية بشأن الجالية وتطوير العمل الطوعي بداخلها وتدعو للإسهام الإيجابي من أبناء الجالية في مواجهة وحل المشاكل التي تواجههم ، وهي تمثل روح جديدة وعصرية وتعظم الوحدة والإتلاف وتنبذ الفرقة والخلاف وليس لها أية اتجاهات سياسية أو حزبية وترفض إقحام ذلك في العمل الاجتماعي والطوعي والتنموي الذي يخص مجتمع الجالية السودانية.
ويمكن مراجعة تعريف أجيال لنفسها في أكثر من موقع و وثيقة ، منها وثيقة (ما هي أجيال) وعلي القروب الخاص بها على الفيسبوك أو الصفحة المجتمعية أو مدونتها أو علي غيرها من مواد أو وسائل.
وقبل الخوض في توضيح موقف أجيال الواضح من المجلس الأعلى للجالية السودانية بمصر يجب استعارة بعض نصوص من وثيقتها وهو حجة عليها وهو كالتالي " ...... تُقدّر (أجيال) مجهودات كل من سبقها في خدمة أبناء الجالية من آبائنا وأمهاتنا وتشكر مسعاهم وإخلاصهم كما تثمن جهود العاملين في خدمة الجالية كجمعيات وأفراد" وتقول في موضع آخر " ..... وندعم كلما أمكن أي مبادرات تأتى من خارجنا وتصب في مصلحة أهداف العامة لأبناء الجالية" ونجد أيضا في موضع ثالث " ..... فكل مبادرة جديدة وحراك نشط في أية جهة تراه (أجيال) جزءاً منها أو صدى لها ، تمتن له (أجيال) وتدعمه إن استطاعت؛ مادام يخدم الجالية وما برأ من آفات الحزبية أو القبلية أو المطامع الشخصية أو الأجندات الخاصة" - النصوص السابقة من وثيقة (ما هي أجيال).
نخلص مما سبق إلي :
1- أجيال مجموعة من الجالية لا تمثل إلا نفسها
2- أجيال ترفض العنصرية العرقية والحزبية وإقحام السياسة في العمل الاجتماعي والطوعي
3- أجيال تحترم وتقدر كل الدور والجمعيات والأندية والأفراد الذين عملوا ويعلموا في خدمة الجالية
4- أجيال تنزعج من أية أعمال أو أنشطة تختفي ورائها أمور حزبية أو عرقية أو مطامع شخصية أو أجندات خفية
موقف أجيال من المجلس الأعلى للجالية:
يتأسس الموقف على النقاط التالية وهو واضح في كل ما هو منشور سابقاً ولا غموض فيه ونلخصه فيما يلي:
1- أجيال تري أن قيام كيان واحد و جامع يمثل الجالية السودانية بمصر ضرورة مهمة لحاضرنا ومستقبلنا وحلم قديم بالأساس سينهض بشؤون الجالية ويطورها، فمن حيث المبدأ هو مطلب أبناء الجالية ومطلبنا.
2- وتري أجيال أن هذا الكيان أياً كان اسمه يجب أن يحظى بالمشروعية القانونية والجماهيرية وأن يتصف بالاستقلالية والفاعلية والمصداقية.
3- ترفض أجيال الطريقة التي تأسس بها الكيان من عدة زوايا فهي تري أن الغموض اكتنف عملية التأسيس سواء في تبيان الأساس القانوني للوجود (قانونية التأسيس) أو التشكيل والانتخاب (لائحة النظام) وتري أن الغموض استمر ولم تشرك الجالية بمفهومها الواسع في ذلك و لا أثنائه ولا بعده وهذا فيه ما فيه من استهانة وتهميش لأولئك الذين من المفترض أن الكيان يمثلهم، وهذا أيضا مما أكدنا رفضنا له.
ماذا نقصد:
· المشروعية القانونية : وهو الأساس القانوني الذي تأسس وفقه الكيان (والذي يؤكد لنا أنه كيان شرعي) ومنه حصل علي الشخصية الاعتبارية له، وطالبنا بتوضيحه فهو ليس سراً حربياً بل حقاً طبيعياً أما الطريقة التي تعامل بها ممثلو الكيان فى هذا الطلب الطبيعي زاد من شكوكنا وأكد لنا على الضبابية والغموض التي وصفنا بها كيفيات التأسيس.
أما رؤيتنا له فذكرناها وهي منشورة: أن القانون المنظم هو القانون 84/2002 ولا يمكن تجاوزه بأية حال، وهو الواقع الآن الذي ينبغي التعامل معه في حالتي تكوين الكيان لجمعيته التأسيسية (ثم العمومية) من الجمعيات الأخرى أو من الأفراد.
· المشروعية الجماهيرية : فنحن نريد كيان يمثلنا كجالية تمثيلا واسعا وحقيقيا بأن تكون الرأس التنفيذية منتخبة وفق لائحة تنظم ذلك تكفل المراقبة والمحاسبة، ودون ذلك سيكون الكيان دون حياة ولا روح. ومما تعجبنا له عدم ظهور اللائحة (لائحة النظام الأساسي) لهذا الكيان وتأكدنا من أن معظم الجمعيات والدور والأندية المشاركة به وفي تأسيسه لم تطلع جمعياتها العمومية عليه ولم تجزيه. وهذا مأخذ يضاف إلي جملة المآخذ علي كيان المجلس الأعلى للجالية السودانية، بل معظم أبناء الجالية لا يعرفون ماهية هذا الكيان ولا نظامه و لا مراده ولا خططه حتى الآن.
· الاستقلالية والفاعلية والمصداقية: مما سبق سرده (وجملة أمور) تبين لنا في (أجيال) أن الكيان يفتقد إلي الشفافية والمصداقية منذ لحظة إعلانه بل لا يتمتع بأي استقلالية فعلية و لا قانونية، وهذا يخالف ما تحلم به الجالية من وجود أو إيجاد كيان مستقل ذا مصداقية يتسم بالفاعلية المطلوبة لمعالجة شؤون الجالية وهو بحالته هذه لا يمثل طموحات الجالية ولن يحقق آمالها.
(يمكن مراجعة المادة المنشورة على الوسائل المختلفة للتوسع في معرفة أراء وتعليقات أجيال وآخرين من أبناء الجالية)
في الأخير:
هذا رأينا في (أجيال) موجزاً وهو رأي موضوعي حتى لو جاء مختلفاً مع رأي أعضاء المجلس فهو ليس خلافاً شخصياً بل أكدنا كثر من مرة أننا على المستوي الشخصي نحترم ونجل إخواننا جميعاً وعلى وجه الخصوص الدكتور حسين حماد وهذا الكلام نشر كثيراً، ونعتقد أن رأينا أو انتقاداتنا للمجلس معروفة للجميع ويتفق معنا فيها قطاع عريض من أبناء الجالية، والتردد و التذبذب والغموض والضبابية التي تحيط بالمجلس زادت من شكوكنا حول قدراته ومصداقيته فضلاً على تأكيدنا على انعدام شرعيته القانونية والشعبية.
وشهدت الأيام ال90 الماضية علي مدي حرصنا علي الحوار بل كانت أولي المبادرات للقاء د.حسين حماد في وقت مبكر جداً من طرف أجيال غير أنه اعتذر حينها ، واهتمت أجيال بمنح المجلس الفرصة والوقت الكافيين للجواب علي الناس أو ملاقاتهم ولكن كان ذلك دون جدوى ، بل جاءت أول ردودهم تكيل الاتهامات ل(أجيال) واتخذها بعضهم (عدو) وبشخصنة مثيرة وسط حالة من تبديل المواقف أكثر أثارة ما دل علي عدم القدرة على المناقشة الموضوعية البناءة.
موقنا واضح ومعلن وثابت وغير متلون؛ أن كيان للجالية لا يحظى بالمشروعية القانونية وبالشرعية الشعبية وبالاستقلالية والمصداقية لا يمكننا أن نعترف به ؛ ومتي سعي هؤلاء لتعديل ذلك سيجدوننا داعمين لكل ما يخدم الجالية ويطور من شأنها.
موضوعات ذات صلة