أجــيــال- الجالية السودانية بمصر Headline Animator

الأحد، 25 سبتمبر 2011

رحيل زيدان...حزن عميق وليه كل العذاب

إنتقل الفنان زيدان إبراهيم إلى رحمة مولاه صباح أمس السبت 24/9/2011 فى مستشفي "المروة" بالدقي بالجيزة  وكان فى الليلة السابقة (مساء الجمعة) قد نقل لغرفة العناية المركزة بالمستشفي فيما يدل على تدهور حالته عن الأيام السابقة حيث زاره شباب جمعية صاى وقابلوه كما زاره العديد من أبناء الجالية السودانية وأعضاء السفارة وكان الفنان الراحل قد قابلهم وتحدث إليهم كما تلقي محادثات هاتفية للإطمئنان على صحته.

جاءت وفاة الفنان بصورة مفاجئة حيث تواردت الأنباء عن الإستعداد لنقله لمستشفي آخر به تجهيزات أفضل "المركز الطبي العالمي" بديلاً عن مسشفي المروة بالدقي وذلك بعدما استطاع بعض رجال الأعمال التبرع لسداد تكاليف المستشفي حيث تبرع رجل الأعمال أشرف الكاردينال بمبلغ 10 آلاف دولار كما سدد جمال الوالي (رئيس نادي المريخ) ورجل الأعمال 2 ألف دولار و فى نفس الإتجاه كان وصول الفنان حمد الريح (رئيس اتحاد المهن الموسيقية) صباح السبت تبرعات الإتحاد وزملاء الفنان، وجدير بالذكر أن رحلة الفنان للقاهرة طلباً للعلاج اكتنفها نفس حالة التخبط حيث مكث مريضاً بالكبد فى بيته – بيت متواضع – بالشقلة الحاج يوسف ويتلوى من الألم وذُكر أن الفنان أبو عركي البخيت ذهب يزوره فتفاجئ بحالته التى ألزمته الفراش وأصابته باليأس فاتصل على الفور بالكاتب الصحفي صلاح الباشا (جريدة الأهرام اليوم) الذى سخر قلمه ومؤسسته لظروف الفنان فتم نقل الفنان الراحل إلى السلاح الطبي يوم الخميس 8 سبتمبر بأمر وزير الثقافة السمؤال خلف الله ثم تحتم نقله للعلاج بالقاهرة وحدث ذلك يوم الإثنين 12 سبتمبر بعدما تبرعت جريدة "الأهرام اليوم" بمبلغ ألف دولار وساهم وزير المالية علي محمود بمبلغ 1500 يورو وتذكرتين سفر (لزيدان ومرافقه) ، ودخل الفنان الراحل إلي مستشفي "المروة" وسط محاولات لجمع التبرعات وإيجاد مستشفي أفضل لكن أمر الله سبق ورحل زيدان ابراهيم.

قصة رحيل مؤلمة بقدر الآلام التى عاناها العندليب الأسمر قبل موته الذي صدم جمهوره ومحبيه، ذكر أحد المعلقين أنه تألم من عجز إتحاد المهن الموسيقية عن القيام بواجبه تجاه الفنان الراحل وتسائل عن دور الإتحادات والروابط والجمعيات وفائدتها في مثل هذه الظروف، يذكر أن التيجاني الحاج موسي قد زار الفنان فى المستشفى وأثناء مكالمة هاتفية مع وزير الثقافة ناشده بضرورة تبنى علاج زيدان على نفقة الدولة، وكان الوزير أكد بدوره اهتمام الوزارة بتمويل علاج زيدان ابراهيم.

وهب الفنان الراحل شبابه كله للفن والإبداع وأصبح عشقه لفنه كل حياته، وعاش أيامه الأخيرة يقاوم الظروف والمرض، لكن كان محال أن يقاوم أمر الله. ومرت عليه أيام وتتعدى وكأنه جلس يحسب فى المدة المتبقية له. وفى الليلة ديك لا هان عليه أن يرضى و يسامح (خذلان أمته السودانية) ولا هان عليه يعتب عليهم، شال الجراح والإبتسامة ولا حرمان اليتامي. فنان زرع فينا الرقة والرومانسية والمحبة وعاني العذاب و حصد العشم والألم. أخلص لفنه إلى الدرجة التى كرم من اتحاد الفنانين العام الماضى بقولهم الفنان الوحيد الملتزم باللوائح، وأيامه القضاها من عمره وسنينه فى فنه واخلاصه له فكان حبه الأول والأخير وبالرغم من ذلك لم يكافئ حبه واخلاصه وفنه بما يناسب قيمته ومكانته.
يمثل الفنان الراحل لأبناء الجالية بمصر مثله مثل فنانونا العظماء يمثلوا لنا السودان نفسه، فصوته وكلماته وألحانه هي بالنسبة لنا السودان والإنتماء والحب، وبرحيله يذهب جزء آخر من السودان من ذاكرتنا.

أقرأ 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق