أجــيــال- الجالية السودانية بمصر Headline Animator

الخميس، 30 يونيو 2011

نفتح ملف البترول فى هذه اللحظة التاريخية


ملف البترول 


البترول السودانى زاد من مطامع القوى الدولية لتلعب بمصير ومقدرات شعبنا واليوم ينفصل جنوب السودان ليصبح دولة مستقلة  فى أعقاب استفتاء يناير 2011 المؤسس على اتفاقية السلام الشامل يناير 2005، وأجيال تفتح ملف البترول السودانى لنتطلع على بعض صفحاته فى هذه اللحظة الفارقة ، وتدعوكم للمساهمة بإرسال المواد تدعيماً لبسط الفهم بيننا وتداول المعرفة واستيعاب ما حدث... حتى نفهم الحاضر ونتحضر للمستقبل.


هل نحن ضحية مؤامرة بسبب البترول؟

هل الثروة النفطية هى التى فرقت بين الأخ وأخيه؟
هل كان البترول نعمة علينا أم نقمة؟
ما قصة البترول مع السودان وما هو الذى لا نعرفه ؟
ما هو الموقف بعد قيام جمهورية جنوب السودان؟
هذه الأسئلة وأكثر منها... اطرح السؤال وحاول الوصول للإجابة

 نفتح الملف ونفهم ما حدث لنعرف ما سيحدث...

اشترك مع أجيال فى محاولة الفهم... مقالات-دراسات- تحليلات- صور- فيديوهات- إلخ

اتفاق جديد بين المؤتمر الوطنى والحركة الشعبية



بترحيب عالمى وإقليمى واسع استقبلت الدوائر اتفاق الحكومة السودانية (حزب المؤتمر الوطنى الحاكم) والحركة الشعبية (حكومة الجنوب ) الموقع فى إديس أبابا برعاية الإتحاد الإفريقي وصف بأنه الأول من نوعه منذ شراكة الحزبين فى السلطة ، جاء الإتفاق بعد توتر شديد فى منطقة جنوب كردفان. احتوى الإتفاق على نقاط متعددة بينها السياسى والأمنى وأهمها عدم استخدام العنف واعتماد الحوار أسلوباً للوصول إلى ترتيبات أمنية جديدة ، كما اتفقت الأطراف على اعتماد الآلية الرفيعية للإتحاد وعلى رأسها ثابو مبيكى رئيس جنوب إفريقيا السابق كطرف مراقب لتنفيذ الإتفاق.
بعد عشرة أيام ستولد أحدث دولة فى العالم دولة جنوب السودان فى التاسع من يوليو المقبل، ولا تزال قضايا عالقة بين الجانبين ولم تحسم بعد وتعتبر كلها بمثابة قنابل موقوتة مرشحة للتفجر فى أى لحظة ؛ من بينها قضايا ترسيم الحدود بين البلدين وكيفيات اقتسام عوائد النفط وموضوع الديون البالغة 38 مليار دولار. وهذا الإتفاق الموقع مؤخراً يجئ فى أعقاب توتر الموقف فى منطقة أبيي المتنازع عليها (والغنية بالنفط) ثم أحداث جنوب كردفان، جاء الإتفاق بمبادئ عامة لوقف العمل العسكرى واتاحة الفرصة لإستئناف الحوار والمفاوضات بين الجانبين. وبمجرد التوقيع توالي الترحيب الدولى والإقليمى ، فرحبت الأمم المتحدة على لسان أمينها العام كما رحبت الجامعة العربية فى بيان صادر عنها، اضافة لترحيب عدة دول بينها مصر على لسان وزير خارجيتها محمد عرابى وأكد دعم مصر للجهود التى تبذلها الآلية الإفريقية.

الوقت غير مناسب للكشف عما اتفق عليه بشأن البترول..كرتى فى مؤتمر صحفى

فى مؤتمر صحفى عقده بمقر السفارة السودانية فى بكين أكد وزير الخارجية على كرتي متانة العلاقات السودانية الصينية  ووصف زيارة الرئيس البشير للصين بأنها زيارة تاريخية وأشاد بموقف الصين السياسى الداعم للسودان فى المحافل الدولية . وانتقد السيد على كرتى ما سماه الحملة الإعلامية السالبة فى وسائل الإعلام الغربية بشأن زيارة الرئيس البشير للصين وقال أن هذه البلاد لاتعرف طبيعة علاقات السودان المتينة بالصين واعتبر أن زيارة البشير للصين وجهت صفعة لمن يريدون أن يتراجع الرئيس السودانى داخل حدود بلاده.

يذكر أن البلدان وقعا على اتفاقيات بهدف إقامة شراكة استراتيجية وقد رفض وزير الخارجية الكشف عن الإتفاقات المبرمة فى مجال النفط وقال أنه ليس من المناسب التحدث عنها الآن وأنه سيعلن عنها فى الوقت المناسب . تعتبر السودان سادس دولة موردة للبترول بالنسبة للدولة الصينية كما يعتبر الصين المستورد الأول للبترول السودانى حيث نستحوذ على نصفه

الأربعاء، 29 يونيو 2011

باب جديد " ابداعات " مساحة تلتقى فيها المشاعر






باب جديد فى مدونة أجيال مخصص لإبداعكم ، مساحةٌ لنشرِ الإبداعات الأدبية شعراً ونثراً ، الإبداع المكتوب هو كلماتٌ كالكلمات لكنها تعيد تشكيل وجدانك وتدغدغ أحساسك وترقق مشاعرك أو تحفز همتك أو لعلها ترسمُ على وجهك البسمة أو الحزن ،  الرهبة أو الرغبة ، تأخدك إلى عالم بعيد وتعيدك مختلف...
أنت تبدع بقلمك فشاركنا هنا إبداعاتك ... هنا نتشارك المشاعر والأحاسيس ، الإبداعات والخواطر والنثر الفنى... سنروى صحراء الواقع بأنهار ابداعاتكم أو نفجر ينابيعها من روائع أنتاجكم ونلتقى سوياً مبدعين ومتلقين ... لا تنسوا أن الجالية السودانية بمصر أضافت للديوان السودانى والعربى شعراءاً كباراً وقصائدَ تم تدريسها فى مناهج التعليم، فالشاعر الكبير محى الدين فارس هو ابن الجالية (ولايزال طرفاً من أسرته هنا) ومثله رفيقه الشاعر محمد مفتاح الفيتورى (سكندرى المولد والنشأة والتعليم) أو شعراء مروا من هنا طلاباً ودارسين مثل الشاعر العملاق محمد سعيد العباسى أو الشاعر المرهف إدريس جماع أو الشعر حسن عباس صبحى أو الشاعر الكبير  الهادى أدم أو عبد القادر الكتايبى.
باب جديد " ابداعات " نطل به على بعضنا بعضاً ونرحب بمن يأتي إلينا من جميع أنحاء الوطن والعالم ، نطوره ونجوده ومعه نطور أنفسنا ونجود إنتاجنا ، كما نطلع على ابداعات سودانية وغير سودانية ونحقق التواصل



  أرسل ابداعات قلمك إلى البريد التالى: ajyalsudan@hotmail.com 

الثلاثاء، 28 يونيو 2011

وصول البشير للصين بعد تأخير مريب




وصل الرئيس البشير إلى الصين صباح الثلاثاء 27 يونيو بعد رحلة حفتها ألغاز ومشاكل ، ليبدأ بذلك زيارة رسمية بدعوة من الرئيس الصينى هو جين تاو، وكان الغموض قد أكتنف مسار رحلة الرئيس البشير إلى الصين خاصة بعد تأخر وصوله للعاصمة الصينية فى وقت مبكر من فجر الإثنين والإعلان الصينى عن إلغاء برنامج الرئيس هو جين تاو مقابلة البشير، وعزز ذلك من المخاوف حول مصير الرحلة بعدما صرح مسئولون صينيون لشبكة سى إن إن الأمريكية أن الرئيس البشير قد تأخر نحو 11 ساعة دون تقديم أى تفسيرات ونفت الخارجية علمها بأسباب تأخير الزيارة الرسمية.

كانت طائرة الرئيس البشير قد أقلعت من مطار طهران متوجهة لبكين  ثم عادت الطائرة بصورة مفاجئة الأمر الذى فتح باباً لتفسيرات متعددة فى ظل غياب أى تعليق رسمى حينها ، ولم يصل البشير إلى الصين حسب المواعيد المعروفة مسبقاً وتأخر الوصول لعدة ساعات - بلغت 11 ساعة بحسب وزارة الخارجية الصينية- وكانت وزارة الخارجية السودانية قد ذكرت أن التأخير كان بسبب تغيير مسار الرحلة فوق تركمانستان وصعوبة التحول للمسار الجديد فى حين قال معلقون أن مسار الرحلات محددة مسبقا وقبل تحركها من الخرطوم و كما هو معروف بالنسبة للطائرات الخاصة وعللوا بأنه من المرجح أن يكون قد طرأ شئ من قبل سلطات الطيران المدنى فى تركمانستان بشأن المسار المحدد سلفاً بالنسبة للطائرة الرئاسية السودانية وطلبوا تعديله وقوبل الأمر برفض سودانى فعادت الطائرة لطهران. وعزز هذا الترجيح تصريحات للسيد قطبى المهدى - القيادى البارز فى الحزب الحاكم - اتهم فيها الإدارة الأمريكية بممارسة ضغوط على الدول التى يمر بها المسار الملاحى كما أكد أن الرحلة استؤنفت وأنهم مطمئنون على سلامة الرئيس.

الاثنين، 27 يونيو 2011

البشير يعتبر الصين شريكاً استراتيجياً للسودان



البشير يعتبر الصين شريكاً استراتيجياً للسودان قبيل زيارته للصين التى يصلها اليوم الإثنين 27 يونيو تأتى زيارة الرئيس البشير للصين استجابة لدعوة وجهها له نظيره الصينى هو جين تاو ، و تستمر الزيارة حتى الخميس. كانت الصين قد رفضت الإنتقادات الأمريكية للزيارة وأعلنت أنها غير ملزمة بتسليمه لأنها ليست عضواً فى المحكمة الجنائية الدولية. تأتى زيارة البشير فى توقيت تتهيئ فيه البلاد لإعلان الجنوب دولة مستقلة ذات سيادة فى التاسع من يوليو المقبل. و يرافق الرئيس وفدا يضم كل من وزير رئاسة الجمهورية الفريق ركن بكرى حسن صالح، وزير الخارجية السيد على كرتى، وزير الداخلية ابراهيم محمود حامد ومدير جهاز الامن والمخابرات الوطنى الفريق محمد عطا.
كان الرئيس البشير قد غادر الجمعة أولاً إلى إيران لحضور مؤتمر دولى لمكافحة الإرهاب وألتقى المرشد الأعلى على خامينئي ورئيس الجمهورية أحمدى نجاد فى أول زيارة طويلة المسافة وأكمل لبكين لتكون المسافة الأطول منذ قرارات المحكمة الجنائية بتوقيفه. 
كانت زيارة البشير الأخيرة لبكين عام 2006 عندما شارك فى قمة منتدى التعاون الصينى الإفريقي كما زار الرئيس الصينى هو جين تاو الخرطوم فى فبراير 2007
يذكر أن الرئيس كان قد ألغى زيارة لماليزيا لحضور قمة إقتصادية بعد ضغوط لمنظمات حقوقية على الحكومة تأتى فى الوقت الذى تتحضر فيه ماليزيا للأنضمام لبرتوكول روما.

السبت، 25 يونيو 2011

أسئلتك لسفير السودان الجديد




فى نهاية يونيو يستلم السفير السودانى الجديد مهامه فى القاهرة وسط أجواء جديدة ومبشرة وتدعو للتفائل فمن باب النصيحة والمشاركة والتعبير عن رأيك ندعوك للمساهمة فى هذه الإستبيان، فما هى تطلعاتك فى المرحلة القادمة؟




أضغط هنا للمشاركة .... كن إيجابيا كن مشاركا  
(دام التصويت بين يوم 24 يونيو إلى 12 يوليو) 
شكرا لجميع من شاركوا




اقرأ نتائج الإستطلاع (اضغط هنا)

الجمعة، 24 يونيو 2011

كمال حسن علي السفير الجديد بالقاهرة



سفير جديد وأمل جديد

فى نهاية يونيو الجارى – و بحسب تصريحات له - يستلم السفير السودانى الجديد السيد كمال حسن على مهامه بالقاهرة خلفاً للسيد اللواء عبد الرحمن سر الختم السفير لما يقارب السنتين فى مصر، كمال حسن على أعفى من منصبه كوزير دولة بوزارة الخارجية بقرار رئيس الجمهورية فى 12 مايو الماضى تمهيداً لتعينه سفيراً للسودان بمصر ما بعد الثورة ، ومصر ليست غريبة عن السيد كمال حسن حيث عمل بها سابقاً رئيساً لمكتب المؤتمر الوطنى منذ افتتاحه فى 2005 وحتى تعينه وزير دولة بوزارة الخارجية فى أول تشكيل حكومي بعد انتخابات ابريل 2009
على الرغم من أن مهام السفير فى إطار العلاقات الثنائية بين البلدين هى الأساس فى عمله  وربما الأهم خلال الفترة القادمة  من علاقات البلدين  وعلى الرغم من أنه يمثل الوطن ومصالحه إلا أنه لا يجب أن نغفل أن مصالح المواطن وهمومه ذات أولية وأهمية هى الأخرى ولعلها الترموميتر الذى يقاس به عمل السفير فى عيون مواطنيه ، والمقياس الذى يعايرون به أدائه والشهادة والوسام الحقيقى على صدره.
وفى ظل مستجدات الساحة المصرية والسودانية والمستجدات الإقليمية يتعين أن تختلف النظرة وتتغير الأساليب على عدة مستويات إستجابة لتلكم المستجدات ؛ ويعنينا منها – فى هذا المقام – ما يتعلق بمواطنى السودان على أراض جمهورية مصر العربية وبعيداً عن البروتوكولات والمجاملات و الكلمات الجميلة و المشاعرالجياشة وقريباً من قضايا المواطنين والهموم الحقيقية ، بعيداً عن التهويل أو التهوين وقريباً من دقة الرصد وسلامة المعالجة وفاعلية الأداء، بعيداً عن الهياكل الشكلية والأجندات الشخصية و قريباً جداً من المواطن نفسه ، الطالب والعامل والمحتاج والفقير وعابر السبيل والمرأة والطفل الأرملة والمطلقة والعجوز، المريض والمعافى ، الشيب والشباب
السفارة السودانية فى القاهرة هى الأكبر من حيث عدد رعاياها بين كل السفارات السودانية فى العالم ، وهى الأكبر ايضاً بين كل السفارات الأجنبية فى مصر بنفس المعيار مما يحتم التعامل معها بأسلوب مميز ومتفرد بسبب وضعها المميز المتفرد ، ونجد أن شكوى المواطن السودانى من أداء السفارات السودانية ودورها فى العديد من بلاد العالم لم تنقطع وكذلك نجد شكوى هذا المواطن من سفارة القاهرة مماثلة إن لم تكن أكبر بكثير، ولم نسمع عن أى خطط مستقبلية لوزارة الخارجية لتطوير عمل السفارات والقنصليات بالخارج أو أجراء أية اصلاحات وتجويد أطقم العمل والأداء فيما يخص المواطن واحتياجاته الذى يدفع الرسوم المقررة ، وبغض النظر عن أية خطط أو اصلاحات أو تطوير وتجويد يعم جميع سفارات السودان فهو أمر يخص الحكومة (وزارة الخارجية) فإن المواطن السودانى فى مصر ينتظر من سفارته أن تقوم بعملية تطوير فى أدائها من تلقاء نفسها وأن تحسن الخدمات لمواطنيها مستفيدة من الروح الجديدة لسفير جديد فى عصر ومرحلة جديدة فى مصر الجديدة التى يرى – سعادة السفير كمال حسن -  أن ثورتها ملهمة للأخرين وأنها قدمت نموذجاً وخارطة طريق وبدى متفائلاً جداً بمستقبل علاقات البلدين ؛ إذا نرى أن أمامه فرصة تاريخية للفعل الإيجابى دون قيود نظام مصرى قديم وإقبال منفتح من نظام مصرى جديد. 

اسئلة للسيد السفير الجديد:


1-      ماذا سيفعل حيال طريقة وأسلوب معاملة موظفى السفارة مع المواطنين الذين تزايدت شكاواهم، وما هى رؤيته لتطوير وتجويد المعاملات القنصلية المختلفة؟ هل سيكون هنالك سعة صدر لسماع صوت الشاكين وابتداع أداة لذلك؟
2-      المشكلات التى يعانى منها أبناء الجالية متعددة ومعقدة وقديمة ؛ فما هو الجديد الذى يمكن أن يقدمه فى رصد وتحليل وحل هذه المشكلات؟ و هو الذى سبق له الإحتكاك بالجالية عدة سنوات عندما كان رئيساً لمكتب حزب المؤتمر الوطنى بالقاهرة؟
3-      ما هو تصوره لمعالجة المشاكل المتعلقة بالجانب الصحى وقضايا العلاج الطبى فى ظل غياب أى تأمين صحى للسودانين المقيمين فى مصر من غطاء تأمينى؟
4-      بصفته مسئولاً سابقاً (منسقاً) للخدمة الوطنية ماذا يمكن أن يوفر من أفكار و حلول لشباب الجالية المقمين بمصر حتى يمكنهم أداء الخدمة الوطنية وعدم فقدانهم للشهادات التى تفيد بإدائها ؟
5-      هل ينظر السفير(بوصفه أقرب إلى الشباب) إلى الأعداد الكبيرة من الشباب والفتيات باعتبارهم عبأً ثقيلاً أم طاقة معطلة ؟ وهل فى إمكانه – وقد كان لفترة مقدرة مسئولاً فى الحزب الحاكم عن القطاع الفئوى وأصبح لديه كماً من الأفكار والبرامج والخبرات-  التعاطى مع مشاكل العمل والبطالة وغيرها مما يخص الفئات الشبابية والطلابية والمرأة والعاملين؟
6-      هل لديه أى تصورات أو هل بإمكانه وضع تصورات لمستقبل أوضاع الجالية السودانية من النواحى القانونية والتعليمية والثقافية والإجتماعية والصحية ؟

أسئلتك لسفير السودان الجديد 


شارك القراء فى استطلاع دام فى الفترة من 24 يونيو وحتى 12 يوليو ويمكن مطالعة نتائجه اضغط هنا  


موضوعات ذات صلة


* آخر حوار لعم عابدين رحمه الله لصحيفة "آخر لحظة" السودانية 
* واقع الجالية السودانية فى مصر - الحراك الشبابى 
* الجالية السودانية بمصر...محاولة لخلق واقع جديد 

الخميس، 23 يونيو 2011

الشيخ أحمد السوركتى ...أول سودانى فى اندونيسيا





الشيخ أحمد محمد سوركتي: الأستاذ والداعية

وصل الشيخ أحمد محمد سوركتى إلى الجزر الإندونيسية فى سنة 1911 أى قبل مائة عام داعية إلى دين الله ومعلماً لتعاليم الإسلام ومؤسس للمدارس والجمعيات فى ذلك البلد البعيد، وكان له أبلغ الأثر فى ذلك القطر الذى يعتبر أكبر بلاد المسلمين إلى الدرجة التى نجده (الشيخ سوركتى) والجمعية التى أساسها " جمعية الإصلاح والإرشاد " قد بلغ من تأثيرهما أن تركت بصمات واضحة على فى تاريخ الكفاح السياسى والنضال الوطنى ضد الإستعمار الهولندى واليابانى وفى هذا يقول الرئيس الإندونيسي السابق سوكارنو فى مؤتمر عام 1951 " إن إندونيسيا لم ولن تنسى فضل الجمعيات التى ساعدت على إحياء النخوة والغيرة والوطنية والدينية التى عجلت بالثورة الكبرى والحصول على حريتنا كحزب شركة اسلام وجمعيتى الإرشاد والمحمدية الدينتين"  فكان للإرشاد دوراً عظيماً من الناحية الوطنية كما أشار الرئيس وكان لها فى الفكر الإسلامى الإندونيسي إلى يومنا هذا أثراً كبيراً يضاهى فعل الشيخ الأفغانى ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا فى المشرق العربى ، وتوفى الشيخ فى عام 1943 فى مقر إقامته قرب جاكارتا العاصمة عن 67 عاماً بعد ثلاثين عاماً أمضاها فى تلك الديار وصحبه إلى مثواه الأخير كبار رجالات البلد وبينهم صديقه السيد سوكارنو رئيس الدولة (أول رئيس للبلاد بعد الإستقلال) هذا الداعية السودانى المجاهد الذى رفع اسم موطنه السودان عالياً... هى نتعرف عليه من خلال هذا الموجز. للدكتور أبو شوك

ولد الأستاذ أحمد محمد السوركتي في جزيرة أرقو بالولاية الشمالية في السودان عام 1876م، من أسرة مشهود لها بالورع والصلاح والعلم، حفظ القرآن بخلاوى منطقة دنقلا، ودرس مبادئ الفقه على والده، ثم تيمم شطر الحجاز عام 1897م هجرة في سبيل العلم والمعارف، ورغبة في أداء الفريضة. وبعد أداء فريضة الحج أقام في المدينة المنورة أربع سنوات ونصف، خلالها درس علوم القرآن والحديث والفقه واللغة العربية على علماء أكفاء في ذلك العصر، أمثال المحدث عمر بن حمدان المغربي، والفقيه المالكي أحمد بن الحاج علي المجذوب، والعالم اللغوي الشيخ أحمد البرزنجي. وجاور في مكة المكرمة لمدة عشر سنوات، حيث جود معارفه النقلية والعقلية على كبار مشائخ الحرم المكي، أمثال: العلامة أسعد بن عبد الرحمن الدهان، والشيخ محمد بن يوسف الخياط، والشيخ شعيب بن موسى المغربي. وبعد هذه الأربعة عشرة عاماً ونصف من السياحة في حلقات العلم والمعرفة بالحرمين الشريفين حصل المترجم له علي الإجازة العالمية من علماء الحجاز، وقُيِّد اسمه في سجل علماء أم القرى، ثم صُودق له بالتدريس في الحرم المكي.
وفي ضوء هذه المؤهلات العلمية والخبرة العملية تمَّ التعاقد مع الأستاذ السوركتي للعمل في مدارس جمعية خير بتافيا (جاكرتا)، ووصل السوركتي إلى مدينة جاكرتا وبصحبة الشيخين محمد الطيب المغربي، ومحمد عبد الحميد السوداني في شهر ربيع الأول عام 1329ﻫ (مارس 1911م)، ثم نزل ثلاثتهم ضيوفاً على السادة العلويين الذين رحبوا بمقدمهم، باعتبارهم أول هيئة علماء تصل من الأراضي المقدسة للعمل في مدارس جمعية خير. وفور وصولهم عُيِّن الأستاذ السوركتي مديراً لمدرسة باكوجان ومفتشاً للتعليم، والشيخ محمد الطيب معلماً بمدرسة كروكت، والشيخ محمد عبد الحميد بمدرسة بوقور.
إلا أن هذه التظاهرة الاجتماعية في استقبال هيئة العلماء القادمة من مكة المكرمة لا تمنعنا من أن نحلل موقف السادة العلويين تجاه حركة التعليم والإصلاح الاجتماعي، وأن نصنفهم إلى ثلاث مجموعات كل مجموعة حسب موقفها من حركة التعليم؛ لأن هذه النظرة تمكننا من فهم أسباب الصراع الذي نشب فيما بعد بينهم وبين الإرشاديين. تشمل المجموعة الأولى المحافظين من السادة العلويين المناصب الذين ورثوا الجاه من آبائهم، وأضحوا يمثلون القيادة الروحية والاجتماعية لأهالي حضرموت المقيمين في إندونيسيا، فقد كان هؤلاء في حالة توجس من الحركة التعليمية، ويحسبونها لا تصب في معين طموحات الشخصيات؛ إلا أنهم شايعوها تقيّة.
وتمثل المجموعة الثانية قلب الحركة التعليمية النابض الذي كان يتألف من شباب البيوتات الصغيرة (أي العلويين غير المناصب)، وبعض المتنورين من شباب السادة العلويين المناصب الذين كانوا يتظاهرون بالحرية والدعوة إلى المساواة ويوصمون أهل الجاه "بالغش والدجل والخرافات". وخير شاهد على موقفهم هذا ما قاله رئيس جمعية خير، السيد محمد بن عبد الرحمن بن شهاب، مثمناً عطاء الأستاذ السوركتي، وما حققه من إنجازات في سنته الأولى: "كنا لا نعتاد غير رؤية أصحاب الأردية الخضراء والسبح الرقضاء، ممن يخضبون لحاهم ويطوفون البلاد طولاً وعرضاً للاستجداء والتسول. أما الآن فقد أنعم الله علينا بالشيخ السوركتي الرجل العالم الصالح، وحصل على يديه نفع كثير، وخير جزيل". وعضدت مجلة الشفاء في عددها الخامس من سنتها الأولى شهادة ابن شهاب بقولها: "كلنا نعلم أنه لم يفد إلينا في هذا العصر، أو في الذي قبله، لا في حضرموت، ولا في المهجور، رجل جاهد في سبيل رقينا وتشريفنا جهاد هذا الرجل، الذي أصبحنا بفضل علمه وجده أحرار الضمائر مخلصي الدين، مجتهدين في التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما المجموعة الثالثة فكانت تتكون من بعض الشباب المتنورين والمولدين الذين لم يكن لديهم انتماء لحزب، أو تشيع لمذهب، وليس لهم رباط عقيدي يؤطر لأفكارهم وطموحاتهم، لكنهم ظلوا يضمرون مناصرتهم إلى الإصلاح من أي طرف أتى.
في ظل هذه الظروف كانت النصرة إلى المجموعة الثانية التي أعجبت بعطاء السوركتي وهللت لإنجازاته، ثم فوضته بأن ينشأ مدرستين أخريين في أحياء سرابايا، وبتانه أبع بولتفردن، وأن يختار أربعة أساتذة أكفاء للعمل في مدارس الجمعية التي اتسعت أنشطتها التعليمية، وبرز دورها الإصلاحي. لم يكن هذه المرة مبعث الإلهام المعرفي هو الحجاز، بل ظهر في الأفق اسم السودان، حيث تعاقد السوركتي مع الأساتذة أحمد العاقب شكرت الله، ومحمد نور بن محمد خير الأنصاري، وساتي محمد السوركتي، وحسن حامد الأنصاري للعمل في مدارس جمعية خير في إندونيسيا. وصل هؤلاء الأساتذة الأربعة إلى بتافيا عام 1913م ويقال إنهم جميعاً كانوا من أنصار تعاليم الشيخ محمد عبده الذي درس بعضهم على يديه في الأزهر الشريف، وألم بعضهم الآخر بأدبياته العلمية المنشورة.
إذاً السؤال الذي يطرح نفسه: ما منهج الأستاذ السوركتي التعليمي والتربوي الذي جعل المتنورين من العلويين يشيدون بإنجازاته وعطائه؟ تخبرنا أدبيات الإرشاديين بأن السوركتي فور توليه العمل بمدارس جمعية خير قام بوضع برنامج تعليمي متكامل، بين فيه طرق التدريس والعلوم (اللغة العربية مبادئ الفقه وبعض العلوم العقلية) التي يجب أن تدرس. ويبدو أن هذا البرنامج قد وجد قبولاً عند إدارة جمعية خير والسادة المتنورين الذين كانوا يعتبرونه طفرة نوعية في مناهج التعليم وأساليب التدريس. وقد أكد هذه الفرضية أداء الطلاب في الامتحان النهائي وكفاءة الأساتذة السودانيين في توصيل المعلومة إليهم.
وإلى جانب هذه الأمور الأكاديمية نلحظ أن السوركتي قد أولى اهتماماً خاصاً بالناحية التربوية القائمة على غرس روح المساواة بين الطلاب والمثابرة في تحصيل العلم والمعارف. وفي هذا الشأن نجده قد رفض أن يأخذ برأي بعض العلويين المحافظين الذين طلبوا منه أن يأمر الطلاب بأن "يقبلوا أيدي أولاد السادة العلويين"، عند بداية اليوم الدراسي، وبالأحرى لم يكتف بالرفض ولكنه نحا منحًى أخر، حيث نظم أرجوزة سماها "أمهات الأخلاق"، وأمر الطلاب أن ينشدوها عند بداية اليوم الدراسي ونهايته.
وبذلك حاول أن يؤصّل لروح المساواة بين الطلاب، ويبين لهم أن العلم يرفع بيتاً لا عماد له، والجهل يهدم بيت العز والشرف. ويقول السوركي في بعض مقاطع أرجوزة:
فالتعــــليم للأولاد مرفاة عرش المجد والإسعاد
ومجده المجد الأثيل الأسمى وفقده الداء الذي لا يحمي
لا فخر بالزي ولا النسب ولا بجمع ورق أو ذهـب
لكنه بالعلـم والآداب والدين مصباح أولى الألباب
مرجـع الكل إلي آدم ومنه خلقهم بلا ارتيـاب

لا جدال هذا التوجه التربوي قد ترك أثراً سيئاً في نفوس بعض السادة العلويين المحافظين؛ لأن الدعوة إلى المساواة كانت تعني بالنسبة لهم الرفض الصريح للثوابت الطبقية التي أسسوا عليها مجدهم الاجتماعي وجاههم الديني؛ إلا أنهم لم يكونوا في وضع يؤهلهم لإعلان معارضتهم الصريحة للأستاذ السوركتي الذي حظي بتأييد الطبقة المتنورة، لكنهم كظموا غيظهم إلى أن تأتي الفرصة المناسبة التي تمكنهم من أن يعبروا عن رأيهم صراحة تجاه أفكار السوركتي التحررية.
وبعد أن أرسى السوركتي دعائم برنامجه التعليمي والتربوي بمدارس جمعية خير، خرج في السنة الثانية سائحاً وداعياً في جاوة الوسطى، ومن ضمن المدن التي زارها مدينة الصولو، حيث نزل ضيفاً على نقيب العرب عوض بن سنكر العرمي. وفي فترة إقامته بدار العرمي طرح عليه سؤال حول حكم الشرع في "زواج الشريفة العلوية من غير العلوي". ويقال إن الشيخ السوركتي قد أفتى بصحة عقد النكاح، ونفى وجود أي مانع شرعي. ويبدو أن هذه الفتوى الفرضية قد أثارت حنق العلويين عليه لأنهم اعتبروها إهانة لهم، وبدأ بعضهم يعيِّر الأستاذ بأنه معلم فقط، فلا يجوز له أن يتدخل في مثل هذه المسائل الشرعية والاجتماعية. وفي هذا يقول السوركتي:
"يلمزني الجُهّال ويعيبونني بالاشتغال بصناعة التعليم، ويقولون لي: كن معلماً وما أنت إلا معلم على سبيل التنقيص. فيا ترى إذا كان ما أنا فيه من تعليم الدين عيباً أكون بسببه محتقراً، فأي صنعة أشرف منها أكون عظيماً محترماً إذا تمسكت بها؟ ويا ليت شعري إذا كانت إجابتي عن مسالة دينية سئلت عنها علي مقتضى ما علمت قد عد غلطاً وفضولاً وخوضاً فيما لا يعني ففي ماذا أكون معلماً"؟.

وعندما شعر الأستاذ بالقطيعة في وجوه القوم تداركاً لموقفه هذا وعدهم بأنه سيلتزم السكوت وعدم الخوض في مثل هذه المسائل، لكن كفارة هذا الموقف من وجهة نظر السادة العلويين كانت تعني أن يصدر السوركتي فتوى أخرى ينفي ما قاله بدار العرمي. إلا أن هذا التحدي قد دفع السوركتي إلى تقديم استقالته في السادس من سبتمبر سنة 1914م إلى إدارة جمعية خير، وفي أحد بنود الاستقالة يقول "إن يبني وبينكم شرطاً وهو أن تؤدوا إلى حين إرادتي للسفر تذكرة المركب لي ولإخواني مع مصاريف السفر، فأرجو أن توفوا به لأرجع إلى مكة المكرمة التي جئت منها". فكان رد الجمعية على هذا الطلب: "لم تر الجمعية شيئاً واجباً لك عليهم. والسلام". 



جمعية الإصلاح والإرشاد: الكسب والعطاء

ويبدو من هذه الاستقالة أن السوركتي كان عازماً على العودة إلى مكة المكرمة دون الدخول في صراع مكشوف مع السادة العلويين؛ إلا أن بعض وجهاء الحضارمة غير العلويين أثنوه عن هذا المسعى، وشجعوه على إتمام المشوار التعليمي والإصلاحي الذي وضع لبناته في إندونيسيا. واستجابة لنداء هؤلاء عدّل السوركتي عن رأيه وفتح مدرسة خاصة في أحد بيوت نقيب العرب عمر بن يوسف منقوش بحارة جاتى سماها مدرسة الإرشاد الإسلامية.
ثم بعد ذلك اقترح المناصرون للأستاذ السوركتي ضرورة تأسيس جمعية تقوم بتوفير الدعم المادي والأدبي للمدرسة، وتسهم أيضاً في تنظيم أنشطتها التعليمية والتربوية. ومن هنا نبعت فكرة قيام جمعية الإصلاح و الإرشاد العربية في مدينة جاكرتا. ويبدو أن تأييد نقيب العرب عمر بن منقوش وصالح عبيد عبدات وسعيد بن سالم المشعبي لقيام جمعية الإصلاح والإرشاد كان يعكس جزءاً من الصراع الخفي بين السادة العلويين وبعض وجهاء المجتمع الحضرمي الذين أصبحوا أكثر قرباً من موطن صناعة القرار في جاكرتا. وخير شاهد على هذا قول عمر بن سليمان ناجي عن ماهية الإرشاد ومبادئها:

الإرشاد حركة تحررية تقدمية ظهرت بين مغتربي العرب بإندونيسيا، تهدف إلى تغيير الوضع الاجتماعي الفاسد والعقائدي، ثم نشر العلم ومحاربة الأمية، وإطلاق الفكر من قيود التقليد ومحاربة الامتيازات العنصرية، ثم البدع والخرافات التي دخلت على الدين، ثم تمكين عقيد التوحيد ليكون الإنسان عبدا لله وحده، ولتكوين مجتمع إسلامي اشتراكي تعاوني تسوده العدالة والمساواة.

لعل القارئ المتمعن في عبارات الأستاذ ناجي يلحظ أن الصراع الخفي بين الحضارمة والسادة العلويين كان يمثل الباعث الأساسي الذي مهد الطريق لقيام جمعية الإصلاح والإرشاد ومكّن الأستاذ السوركتي وبطانته من أن يصيغوا مبادئ الجمعية على ضوء المؤشرات الآتية:
·توحيد الله توحيداً خالصاً بعيداً عن مظان الشرك الظاهر والخفي في الاعتقاد والأفعال والأقوال.
·المحافظة على الأخلاق الإسلامية التي جماعها: أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك وتحافظ على عزة النفس وشرف العمل وعدم الخنوع لغير الله.
·المحافظة على العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها وعدم التهاون فيها.
·إحياء السنة الصحيحة وترك البدع وعدم المشايعة لها.
·التعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الإثم والعدوان.
·الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة.
·نشر العلوم الدينية العصرية واللغة العربية.

على هدي هذه المبادئ نشأت جمعية الإصلاح والإرشاد العربية، وبدأت تبشر بفجر المساواة والإخاء والتعليم، ونتيجة للنجاح الذي حققته في هذا المضمار بدأت الطلبات تترى على مركزها العام في جاكرتا بغية إنشاء فروع مماثلة لها في الأقاليم. واستجابة لهذه النداءات تمَّ افتتاح فرع مدينة تقل عام 1917م، وفي عام 1919م افتحت ثلاثة أفرع أخرى في مدينة بكالونقان، وشربون، وبومي أيو، وفي عام 1927م أسس فرع للإرشاد بمدينة سورابايا، وتبعه في ذات العام فرع مدينة بانيووانقي، وفي العام الذي يليه ثم افتتاح فرعي مدينة بندووسو، ومدينة بوقور، وفي عقد الثلاثينات ظهرت أفرع الإرشاد في فماللانق، سمارانق، شومال، فور وكرتو، صولو. وألحق كل فرع من هذه الفروع بمدرسة إعدادية لتعليم الناشئة الحضارمة علوم القرآن والحديث واللغة العربية والعقائد والفقه والتفسير، وبعض العلوم العقلية مثل الكتابة والحساب والتاريخ والجغرافيا والهندسة والهيئة والمنطق، وبعض اللغات الأجنبية مثل الهولندية والإنكليزية.
وقد علق الداعية رشيد رضا علي هذا النشاط بقوله: إن جمعية الإصلاح والإرشاد "غرضها إنشاء المدارس ونشر التعليم الديني والمدني الذي تقتضيه حالة العصر من الاستقلال، وإحياء هدى الكتاب والسنة، ومقاومة الخرافات الفاشية من طرق الابتداع في الدين".
وإلى جانب هذا النشاط التعليمي اهتمت الإرشاد بتقديم المحاضرات العامة في المساجد والأندية الثقافية وذلك لتبصير الناس بأمورهم الدينية، وبعض المسائل المرتبط بشؤونهم الحياتية، وأسهمت في تطوير العمل الصحي بإنشاء عدد من المراكز الصحية لتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية بأسعار رمزية، وأسست عدداً من فرق الكشافة والموسيقى والرحلات، وذلك لتدريب الناشئة على الصبر والعطاء، ولترقية الحواس الفنية والذوقية فيهم.
ونجدها أيضاً قد تركت بصمات واضحة في تاريخ الكفاح السياسي ضد الاستعماري الهولندي والياباني. وفي هذا يقول الرئيس الإندونيسي (السابق) سوكارنو في مؤتمر حزب شركة إسلام المنعقد بمدينة الصولو في 19 أبريل 1951م: "إن إندونيسيا لا ولن تنسى فضل الجمعيات التي ساعدت على إحياء النخوة والغيرة الدينية والوطنية التي عجلت بالثورة الكبرى والحصول على حريتنا، كحزب شركة إسلام السياسي، وجمعية الإرشاد، والمحمدية الدينيتين". وتحدثنا المصادر التاريخية أيضاً عن إسهام بعض قادة الإرشاد في تأسيس حزب مجلس شوري مسلمي إندونيسيا (ماشومي)، الذي تزعمه الدكتور محمد ناصر. وفور تأسيسه ظل هذا الحزب يمثل تياراً إسلامياً داخل البرلمان الإندونيسي وترياقا ضد الشيوعية في الشارع السياسي، الشيء الذي دفع الرئيس الراحل سوكرنو إلى حله عام 1959م.

الخصومة بين العلويين والإرشاديين

لم يحدث تطور جمعية الإصلاح والإرشاد العربية الذي أشرنا إليه في جو يسوده الوئام والإلفة والتعاون، بل كانت كل خطوة من خطواته محفوفة بمعارضة السادة العلويين، الذين كانوا يعتبرون الدعوة إلى المساواة ومحاربة الشفاعة والتوسل وزيارة القبور وفتح باب الاجتهاد وفق قيم الكتاب والسنة ابتداعا في الدين، يهدد إرثهم الاجتماعي وتراثهم الصوفي بالزوال، لذا فعليهم أن يحاربوه بشتى الوسائل والسبل ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً. من ثم أخذ الخلاف بين جمعية الإصلاح والإرشاد وجمعية خير (أو الرابطة العلوية التي نشأت عام 1927م) يزداد حدة وضراوة، ويأخذ طوراً آخر ملئ بالفجور في الخصومة.
وقد توقدت الشرارة الأولى لهذا الصراع في أكتوبر 1915م، عندما نشر أحد شباب آل باعلوى مقالا في جريدة "صولوه هنديا" الملايوية عن المساواة بين المسلمين، ويبدو أن كاتب هذا المقال قد انتقد فيه فتوى السوركتي التي أصدرها بشأن جواز زواج العلوية الشريفة بغير العلوي. ورداً على هذا المقال أصدر السوركتي فتوى أخرى سماها "صورة الجواب"، تعرض فيها تفصيلا لموضوع الكفاءة في الزواج، ثم عضد رأيه القائل بجواز زواج العلوية بغير العلوي بعدد من الحجج والبراهين المستقاة من الكتاب والسنة، وآثار السلف.
لا شك أن صدور صورة الجواب قد أثار حفيظة السادة العلويين ودفعهم إلى التعريض برائد حركة الإرشاد والإرشاديين، الذي وصفوه بأنه "زنديق يظهر الإسلام ويخفي الكفر"، وأوعزوا إلى الهولنديين بأنه "من أنصار المهدي السوداني، وأنه يسعى إلى تنظيم مهدوية ضد الحكم الهولندي"، وأفادوا الإنجليز "بأنه نصير اللاجيء السياسي… الهندي الثائر على الإنجليز عبد السلام الكشميري"، الذي كان مقيما بجاكرتا وعلى صلة بالأستاذ السوركتي[41]، ثم تقدموا بعريضة إلى شريف مكة الملك الحسين يثيرون فيه عصبية الهاشميين، ويطلبون منه منع الإرشاديين عن أداء فريضة الحج، بحجة أنهم أنصار حركة هدامة تهدف إلى تقويض دعائم آل البيت.
ووصفت الجريدة الإقبال - لسان حال العلويين- الإرشاديين بأنهم:

جماعة من أولئك الزعانف الذين ينتسبون إلى آل كثير ونهد بجاوا، لم يراعوا حرمة الجوار مع أهل البيت، ولم يراقبوا حرمة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل بيته، ولم يكترثوا بجامعة الإسلام والوطن، [بل] طفقوا يتهافتون على أضاليل الدرويش السوداني، وينبذون أهل البيت…فشقوا عصا الحضارمة، وأسسوا جمعية الإرشاد، وفتنوا الأمة وطعنوا في الأنساب…و أنهم سوف لا ينجحوا إلا بوضع أيديهم في أيدي أهل البيت والعمل معهم يدا واحدة، وتركهم دراويش السودان، وزنوج إفريقيا، هم لم يرضوا إلا باسترسالهم في البغي والهوى واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، وسيعلم الذين ضلوا أي منقلب ينقلبون.

ومن جانب آخر صدر عدد من الرسائل الداحضة لصورة الجواب، ونذكر منها رسالة حسن بن زين باسلامة، ورسالة عبد الله صدقة دحلان المعروفة بـ"إرسال الشهاب على صورة الجواب" ، ورسالة علوي بن مديحج بسنغافورة، ورسالة محسن بن سالم العطاس. انتقدت هذه الرسائل فتوى السوركتي التي أصدرها عن مسألة الكفاءة في الزواج وجواز زواج العلوية من غير العلوي، وحاولت النيل من شخصه، وشككت في كفاءته العلمية.
أما مرافعة الإرشاديين فقد جاءت في كتاب أصدره أحمد العاقب شكرت الله بعنوان فصل الخطاب في تأييد صورة الجواب، وقد انتقد فيه رسالة عبد الله صدقة دحلان التي وصفها بالسطحية وعدم الموضوعية وانتقد صاحبها انتقادا شخصيا، الشيء الذي دفع علوي بن طاهر الحداد أن يصدر كتابه الموسوم بـ القول الفصل فيما لبني هاشم وقريش والعرب من الفضل. وفي هذا الكتاب الضخم الذي يزيد عدد صفحاته عن الألف صفحة استعرض المؤلف فضائل آل البيت، وانتقد ما جاء في صورة الجواب ووصف صاحبه "بجهل ما هو معلوم من الدين بالضرورة"، ثم تناول كتاب فصل الخطاب في تأييد صورة الجواب ناقداً ومستهجناً وواصفاً إياه بعدم الموضوعية والخواء الفكري.
وردا لاعتبار الإرشاديين أصدر السوركتي رسالة في الرد على كتاب "القول الفصل فيما لبني هاشم وقريش والعرب من الفضل" داحضا فيها الحجج والبراهين التي آثارها الحداد بشأن إقرار الكفاءة الذاتية لآل البيت وانسحاب ذلك على الكفاءة في الزواج.
وأخيرا انتقل الصراع من دائرة الحرب الكلامية والشكاوي إلى أهل السلطان في إندونيسيا وحضرموت إلى دائرة الاعتداءات الشخصية والبلاغات الكيدية أمام السلطات الهولندية. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر حادث مسجد النور بمدينة بندووسو، حيث اشتبك أكثر من خمسين شخصاً من أنصار العلويين وخصمائهم الإرشاديين، وانتهى الحادث باغتيال شخصين من العلويين، وإصابة ستة أشخاص من الإرشاديين بجراح. ونتيجة لهذه التطورات اتسعت الشقة بين أبناء حضر موت، وانقسموا بين أنصار السادة العلويين والإرشاديين، وامتدت دائرة الصراع، لتشمل شخصيات مرموقة في العالم الإسلامي أمثال الداعية محمد رشيد رضا، والشيخ عبد العزيز الرشيد، وأمير البيان شكيب أرسلان، الذين أظهروا نوعاً من التعاطف تجاه قضية الإرشاديين.
لا جدال أن الصراع بين السادة العلويين والشيخ أحمد السوركتي قد خلف آثاراً سلبية وإيجابية، أسهمت بدورها في إعادة تشكيل بنية المجتمع الحضرمي الإندونيسي سياسياً، واجتماعياً، وفكرياً. ويمكننا في هذا المضمار أن نجمل الآثار الإيجابية فيما يلي:
أولا: تقدم حركة التعليم الديني والمدني التي قادتها جمعية خير وجمعية الإصلاح والإرشاد العربية وذلك عن طريق المدارس التي تمَّ إنشاؤها، والمناهج التي سار عليها العمل التعليمي والتربوي.
ثانيا: بزوغ فجر الصحافة العربية في إندونيسيا وذلك بظهور مجموعة من الصحف العربية التي يقدر عددها بخمسين صحيفة، صدر معظمها واحتجب في الفترة بين الحربين العالميتين (1914-1945م). ومن صحف السادة العلويين النشطة نذكر "الإقبال"، و "حضر موت"، و "الرابطة"؛ ومن صحف الإرشاديين "الإرشاد"، و "الدهناء"، و "الذخيرة الإسلامية".
ثالثا: الدعوة إلى إحياء مبادئ التوحيد وإخلاص العبادة لله والاستعانة به في كل الأمور، وانتقاد البدع والخرافات التي فرضتها رجاحة الموروث الفقهي غير المتبصر بثوابت الكتاب والسنة، ثم الدعوة إلى الحرية والمساواة وفتح باب الاجتهاد في الأمور الدينية الظنية والشؤون الحياتية المعاصرة.
أما الآثار السلبية للصراع بين الإرشاديين والعلويين فقد تجسدت في التنازع والتدابر والتباغض الذي وروثه المجتمع الحضرمي، وفي انشغال الدعاة بالقضايا الانصرافية والاختلافات حول المسائل الفرعية التي لا تتعلق بأصول الدين، وفي إضعاف نفوذ العرب في أوساط الإندونيسيين الذين كانوا ينظرون إليهم بمثابة القدوة الحسنة التي يمكنها أن تسهم في إصلاح الدين، وتمكين أواصر المودة والإخاء الإسلامي والدعوة إلى إحياء الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح.

إرهاصات الصلح وإحباطات الفشل

لا يمكننا أن نعمم ونصف كافة الإرشاديين والعلويين بأنهم قد أغلقوا باب الحوار والصلح فيما بينهم وتخندق كل منهم في خندقه؛ لأن مثل هذه الفرضية تحجبنا عن رؤية وتقييم بعض المبادرات التي قام بها نفر من الوسطاء الذين انطلقوا من مبدأ مناصرة الأخ لأخيه ظالماً ومظلوماً، ومن مبدأ إصلاح ذات البين بين الفرقاء.
ونذكر على سبيل المثال مبادرة السيد إسماعيل عبد الله بن علوي العطاس، ممثل العرب في مجلس العموم الإندونيسي، والتي حاول من خلالها العطاس أن يجمع شمل العرب على اختلاف مشاربهم السياسية والاجتماعية في كيان سياسي اقترح له اسم الرابطة العربية، وأوضح أن غايته ستكون خدمة مصالح العرب والدفاع عن حقوقهم في مجلس العموم الإندونيسي ومؤسسات الدولة الأخرى.
وكانت نقطة الانطلاق بالنسبة العطاس هي الدعوة إلى مؤتمر جامع يجيز القانون الأساس للرابطة العربية المزمع قيامها، ويحدد أهدافها، واختصاصاتها، وواجباتها، ولبلوغ هذه الغاية كون العطاس لجنة عشرينية لتقوم بالإعداد للمؤتمر الذي أعلن تاريخ انعقاده في التاسع من فبراير 1919م بمقر جمعية خير بحارة تانه اباع في مدينة جاكرتا. وقد شملت عضوية اللجنة عدداً من وجهاء السادة العلويين والإرشاديين بما فيهم الأستاذ أحمد السوركتي. وبالفعل قد وجدت هذه المبادرة قبولاً من كل الأطراف عدا بعض العلويين الذين رفضوا التعاون مع اللجنة المختارة بحجة عضوية أحمد السوركتي الذي يعتبرونه "أصل الشقاق والتنافر بين الحضارمة". ومن ثم مات مشروع العطاس قبل أن يرى النور.
ولم يثبط فشل العطاس همم الداعين لإصلاح ذات البين بين الإرشاديين والعلويين، ففي الخامس من فبراير 1921م طرح أحد المصريين المقيمين بسنغافورة يدعي حسين عابدين مشروع صلح يقضي بعدم "لزوم تقبيل يد السيد، وعدم لزوم احترام من لا يستحق الاحترام سواء كان علوياً، أو شيخاً، وعدم التعصب في مسألة الزواج، فلكل الحرية في تزويج بنته، أو أخته، أو غيرهما لمن يريد"، وأن تقبل "المدارس العربية…جميع الطلبة على حد سواء أولاد سادة كانوا أو أولاد مشائخ". وفي الوقت نفسه وعد الوسيط حسين عابدين بأن الاجتماع المزمع عقده بين الطرفين لإجازة شروط الصلح سيحضره هو شخصياً وبرفقته قنصل السفارة البريطانية ليكونا شاهدين على الطرفين؛ إلا أن مبادرة حسين عابدين كسابقتها رفضت من السادة العلويين الذين كانوا يرون فيها محاباة واضحة لخصومهم الإرشاديين.
هكذا ظل الإرشاديون والعلويون يعيشون صراعاً مريراً تتخلله إرهاصات الصلح واحباطات الفشل، ففي فبراير 1928م وصل إلى جاوة قادما من اليمن مفتي حضرموت السيِّد عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف بغرض الصلح بين الفريقين المتنازعين، وتحقيقا لهذا المسعى وضع الشروط الآتية:
ـ ترك السباب والشتم بين الطرفين بما في ذلك الطعن في الأنساب.
ـ أن يكون مذهب الحضرميين جميعا هو مذهب الشافعي، فما اختلفوا فيه من شيء فمردهم إلى المعتمد من المذهب.
ـ أن تكون حقوق الإسلام مبذولة بين الطرفين.
وعلى حد قول الدكتور الحجي إن هذه الشروط قد عرضت على الخصمين، ووجدت قبولاً من السادة العلويين ونوع من الإعراض والتشكك من بعض الإرشاديين. لذا فإن جهود السقاف قد ذهبت مع الريح، وعادت الخصومة أشد فجورا مما كانت عليه بين الطرفين. والسبب في ذلك يعزي إلى تصاعد النشاط الصحفي غير الملتزم بأدبيات الخلاف وإلى أقلام الصحفيين التي كانت تستبدل الذي هو أدنى (الخصام) بالذي هو خير (الصلح) رغبة منها في تحقيق الكسب المادي الرخيص.
ولم تقف مبادرات الصلح بين الحزبين المتخاصمين عند هذا الحد، بل ذهبت تلتمس توسط بعض الوجهاء الذين يمكن أن يوصف تصرفهم تجاه هذه القضية بالحيدة والعدالة. ومن ثم نجد أن الأستاذ السوركتي عندما ذهب لأداء فريضة الحج عام 1928م حاول جاهداً أن يشرك الملك عبد العزيز بن سعود وأعضاء الرابطة الشرقية في القاهرة في قضية الصراع بين العلويين والإرشاديين، ويطلب منهم التوسط في تسوية الخلافات بين الطرفين، واستجابة لهذا النداء فقد فوضت الرابطة الشرقية الأستاذ السوركتي والسيد إبراهيم السقاف ليقوما بالإصلاح، وقبل أن تكلل مساعيهما بالنجاح وقعت بعض المشادات الصحفية والاعتداء الشخصية بين الخصماء، الشيء الذي أسهم في فساد مبادرة الرابطة الشرقية.
أما الملك عبد العزيز بن سعود فقد بعث في يوليو 1933م كتاباً إلى الفريقين بوساطة إبراهيم بن عمر السقاف يدعوهم فيه إلى نبذ التباغض والتخاصم والعودة إلى أخوة الإسلام. وفي ضوء نداء ابن سعود دعا إبراهيم السقاف إلى هدنة لمدة عامين، يتم خلالها التوصل إلى صلح نهائي بين الطرفين؛ إلا أن الإرشاديين قد هاجموا السقاف ووصفوه وقومه بعدم الجدية في التوصل إلى صيغة صلح نهائي متعللين بأن الصلح يجب أن يقوم على نفس الشروط التي اتفق عليها الفريقان قبل نداء بن سعود. ويبدو أن السقاف قد استهجن خطاب سكرتير جمعية الإصلاح والإرشاد، بدر بن سالم بن تبيع، في هذا الشأن، ثم أخيراً سحب نفسه من مشروع الصلح واعتزل التدخل في قضايا الإرشاديين والعلويين.
وكما يرى البكري فإن فشل هذه المبادرات التي أشرت إليها إجمالاً قد دفع العناصر المولدة (أو مواليد العرب) إلى تكوين كيان سياسي يعرف بـ "وحدة المواليد العربية" في جاكرتا، وقد أنشئت لهذه الوحدة عدد من الشعب في بعض المدن الإندونيسية، وقد حددت مهامها في النقاط الآتية:
· مطالبة الحكومة بإقرار حقوق المواليد العرب السياسية والمدنية، وذلك قياساً بحقوق مواليد الجاليات الأخرى.
· إنشاء مدارس هولندية عربية تمكن الناشئة العرب من مواصلة دراساتهم العليا في المدارس الحكومية.
· توثيق الصلات بين المواليد العرب وبقية أفراد المجتمع الإندونيسي.
· تجاوز الصراع الحادث بين الإرشاديين والعلويين.
وبالفعل قد وجدت هذه الوحدة قبولاً في أوساط شباب الإرشاديين والعلويين الذين ملّوا صراع آبائهم حول القضايا التي لا تخدم واقعهم المعاصر، وبدأوا نشاطاتهم بتأسيس مدرسة هولندية عربية في سرابايا تابعة لوزارة المعارف العمومية، ثم أصدروا مجلة بالملايو لتكون حلقة الوصل بينهم وقطاعات المجتمع الإندونيسي، وتكون بمثابة منبر حر لطرح أفكارهم السياسية وتحقيق مطالبهم المدنية. بالرغم مما حققته هذه الوحدة من نجاح في سنواتها الأولى؛ إلا أنها تقوقعت واختفت تدريجياً من الساحة السياسية والاجتماعية، ويعزي السبب في ذلك إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية واحتلال اليابان لإندونيسيا عام 1942م.
هكذا كانت مسيرة الصراع بين السادة العلويين والإرشاديين طويلة ومريرة ومحفوفة بالمكاره، لكن توجد على جوانبها بعض القبسات المشرقة التي أطلقت عليها الباحثة الأسترالية نتاليا موبيني كيشه Natalie Mobini-Kesheh "نهضة العرب الحضارمة في إندونيسيا". 
غلاف كتاب عليه اسم الشيخ سوركتى وصورته