أجــيــال- الجالية السودانية بمصر Headline Animator

الأحد، 25 سبتمبر 2011

العندليب الأسمر...زيدان إبراهيم

ولد الفنان زيدان ابراهيم بحى العباسية بأمدرمان فى منتصف الأربعينات، بدأ مراحله الدراسية الاولية بمدينة كادوقلى حيث كان يعمل بها والده وعاد مرة أخرى لأمدرمان ليواصل بمدرسة بيت الأمانة، ودرس المرحلة الوسطى بمدرسة حى العرب والثانوى بالأهلية أمدرمان ، فى مرحلة الثانوى أنضم الى فرقة الموسيقى المدرسية تحت إشراف الأستاذ محمد أحمد قاسم المسئول عن النشاط الموسيقى بالمدرسة و بدأت موهبته تتفتح كعازف مزمار و مطرب يغني أغانيى الكاشف وردي والكابلي و تعلم العود تحت إشراف الموسيقار صالح عركى عام 1960 وأصبح يجيد أغانى وردى إجادة تامة لدرجة أن اطلقوا عليه لقب وردي الصغير . ورغم عدم اختياره فى احتفالات بخت الرضاء باعتبار أن صوته لا يصلح للغناء لم ييأس ولم يفقد الأمل حتى أجيز صوته أمام لجنة الأصوات بالاذاعة عام 1963 وأجيز بالإجماع بعد أن غنى (بالى مشغول يا حبيبى - ماهو عارف- بينى وبينك والأيام) والفضل يرجع إلى الشاعر عوض أحمد خليفه الذى شجعه ووجهه إلى أن وصل الى مايكرفون الإذاعة.
 مشوار زيدان يستحق التوقف لأنه مشوار مرَّ بعدة مراحل ؛ يمكن إعتبار المرحلة الاولى: كانت ظهوره بفن جديد ورؤية فنية جديدة قدم فيها باقة من الأغانى (بالى مشغول يا حيبى) ألحان عبداللطيف خضر وكلمات عوض أحمد خليفه بجانب (ما سألت يوم عليك- لغيرك ما بقدر ألوم) من الحان السنى الضوى وأغنية (وداع ) وخلال تلك المرحلة تأثر زيدان وتأثر به الموسيقار الراحل أحمد زاهر الذى لعب دوراً بارزاً فى بناء شهرته ودعم مكانته الفنية فقدم له من ألحانه (معذرة - أكون فرحان) واستطاع من خلال ما قدم أن يضع قدميه ويتدرج فى النجاح خاصة فى تلك المرحلة التى كانت الساحة الفنية تعج بالعديد من عمالفة الفن.  أما المرحلة الثانية: فمرحلة الإنطلاق عام 1969 بدا فيها منطلقاً بخطى سريعة حيث قدم من ألحانه الخاصة (ما أصلو ريده - قصر الشوق- فراش القاش - فى بعدك يا غالى -ليه كل العذاب) وقد أحدثت ضجة فى دنيا الأغانى لأنها إبتكارات فنية جديدة. وتعد أغنية فراش القاش بولونيتها الجديدة ومقدمته االموسيقة القصيرة التى كتب كلماتها الشاعر التجانى حاج موسى ولحنها الفنان عمر الشاعر وكانت بداية انطلاق الثنائى زيدان وعمر الشاعر ليملأ الساحة الفنية شجناً وطرباً. المرحلة الثالثة: مرحلة ( أخونك- نبع الحنان- غرام الروح) كذلك لحن فيها أغنية كلمة عتاب لمين ونشيد ابريل، زيدان كان حالة خاصة ومميزة فى الغناء السوداني، أبدع وتفرد، أشجي وأبكي،
أحدث زيدان طفرة فى الأغنية السودانية بكلماته وألحانه وأداؤه، فلو ذكرت الأغنية الرومانسية فى السودان لكان هو فارسها ولو ذكر الإحساس المرهف والشجون والرقة فى الأغنية لذكر أميرها الأول زيدان إبراهيم. وكان لقاؤه بعمر الشاعر والتيجاني الحاج موسي انطلاقة هذه الطفرة في (باب الريدة وانسد ونقول يا ربي أيه جد) و(أسير حسنك يا غالي)، ومع محمد جعفر عثمان (لو تعرف اللهفة والشوق والعذاب)، ثم مع هلاوي (مين علمك يا فراش تعبد عيون القاش)، ثم عوض أحمد خليفة (في بعدك يا غالي أضناني الألم)، والراحل بابكر الطاهر شرف الدين (في الليلة ديك لا هان عليّ أرضى وأسامحك ولا هان عليّ أعتب عليك)، ويتجه شمالاً مع إبراهيم ناجي صاحب الأطلال (داوي ناري والتياعي قف تمهل في وداعي)، ثم يعود إلى الراحل مصطفى عبد الرحيم في (صحي اتغيرت إنت خلاص نسيت العشرة يا سيد روحي والإخلاص بقيت ظالم نسيت الناس). ما أكثر درر زيدان الغنائية رغم أن كتفه تلاحقت مع الذين سبقوه إلا أنه لم يتحرج في تناول غنائهم فغنى لوردي (بيني وبينك والأيام) ثم (المستحيل)، ولإبراهيم عوض (عزيز دنياي و يا خائن)، وللشفيع (الذكريات)، ومن الحقيبة (أجمل حبيب للروح)
وقد نال زيدان إبراهيم وسام الآداب والفنون الفضي من الدولة عام 1976م، وشارك في عدد من الفعاليات الفنية خارج البلاد وله عديد من الألبومات التى أثرت المكتبة السودانية. وكان قد كرم الفنان الراحل العام الماضي بإعتباره الفنان الوحيد الملتزم بلوائح الإتحاد والمحافظ على حقوق الاتحاد العام للمهن الموسيقية.
رحل صباح السبت 24 سبتمبر 2011 إلى رحمة مولاه بعد مرض بالكبد فى مستشفى بالقاهرة وبرحيله انطوت صفحة زاخرة ثرية بالحب والرمانسية وعالم من الرقة والشجن، وعلم من أعلام الفن السوداني وعلامة فارقة فى تاريخه الحديث.

مادة بتصرف (حديث للدكتور الفاتح الطاهر الصحافة 1986- صحف) 


أقرأ
رحيل زيدان ابراهيم... حزن عميق وليه كل العذاب 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق