أجــيــال- الجالية السودانية بمصر Headline Animator

الخميس، 23 يونيو 2011

الشيخ أحمد السوركتى ...أول سودانى فى اندونيسيا





الشيخ أحمد محمد سوركتي: الأستاذ والداعية

وصل الشيخ أحمد محمد سوركتى إلى الجزر الإندونيسية فى سنة 1911 أى قبل مائة عام داعية إلى دين الله ومعلماً لتعاليم الإسلام ومؤسس للمدارس والجمعيات فى ذلك البلد البعيد، وكان له أبلغ الأثر فى ذلك القطر الذى يعتبر أكبر بلاد المسلمين إلى الدرجة التى نجده (الشيخ سوركتى) والجمعية التى أساسها " جمعية الإصلاح والإرشاد " قد بلغ من تأثيرهما أن تركت بصمات واضحة على فى تاريخ الكفاح السياسى والنضال الوطنى ضد الإستعمار الهولندى واليابانى وفى هذا يقول الرئيس الإندونيسي السابق سوكارنو فى مؤتمر عام 1951 " إن إندونيسيا لم ولن تنسى فضل الجمعيات التى ساعدت على إحياء النخوة والغيرة والوطنية والدينية التى عجلت بالثورة الكبرى والحصول على حريتنا كحزب شركة اسلام وجمعيتى الإرشاد والمحمدية الدينتين"  فكان للإرشاد دوراً عظيماً من الناحية الوطنية كما أشار الرئيس وكان لها فى الفكر الإسلامى الإندونيسي إلى يومنا هذا أثراً كبيراً يضاهى فعل الشيخ الأفغانى ومحمد عبده ومحمد رشيد رضا فى المشرق العربى ، وتوفى الشيخ فى عام 1943 فى مقر إقامته قرب جاكارتا العاصمة عن 67 عاماً بعد ثلاثين عاماً أمضاها فى تلك الديار وصحبه إلى مثواه الأخير كبار رجالات البلد وبينهم صديقه السيد سوكارنو رئيس الدولة (أول رئيس للبلاد بعد الإستقلال) هذا الداعية السودانى المجاهد الذى رفع اسم موطنه السودان عالياً... هى نتعرف عليه من خلال هذا الموجز. للدكتور أبو شوك

ولد الأستاذ أحمد محمد السوركتي في جزيرة أرقو بالولاية الشمالية في السودان عام 1876م، من أسرة مشهود لها بالورع والصلاح والعلم، حفظ القرآن بخلاوى منطقة دنقلا، ودرس مبادئ الفقه على والده، ثم تيمم شطر الحجاز عام 1897م هجرة في سبيل العلم والمعارف، ورغبة في أداء الفريضة. وبعد أداء فريضة الحج أقام في المدينة المنورة أربع سنوات ونصف، خلالها درس علوم القرآن والحديث والفقه واللغة العربية على علماء أكفاء في ذلك العصر، أمثال المحدث عمر بن حمدان المغربي، والفقيه المالكي أحمد بن الحاج علي المجذوب، والعالم اللغوي الشيخ أحمد البرزنجي. وجاور في مكة المكرمة لمدة عشر سنوات، حيث جود معارفه النقلية والعقلية على كبار مشائخ الحرم المكي، أمثال: العلامة أسعد بن عبد الرحمن الدهان، والشيخ محمد بن يوسف الخياط، والشيخ شعيب بن موسى المغربي. وبعد هذه الأربعة عشرة عاماً ونصف من السياحة في حلقات العلم والمعرفة بالحرمين الشريفين حصل المترجم له علي الإجازة العالمية من علماء الحجاز، وقُيِّد اسمه في سجل علماء أم القرى، ثم صُودق له بالتدريس في الحرم المكي.
وفي ضوء هذه المؤهلات العلمية والخبرة العملية تمَّ التعاقد مع الأستاذ السوركتي للعمل في مدارس جمعية خير بتافيا (جاكرتا)، ووصل السوركتي إلى مدينة جاكرتا وبصحبة الشيخين محمد الطيب المغربي، ومحمد عبد الحميد السوداني في شهر ربيع الأول عام 1329ﻫ (مارس 1911م)، ثم نزل ثلاثتهم ضيوفاً على السادة العلويين الذين رحبوا بمقدمهم، باعتبارهم أول هيئة علماء تصل من الأراضي المقدسة للعمل في مدارس جمعية خير. وفور وصولهم عُيِّن الأستاذ السوركتي مديراً لمدرسة باكوجان ومفتشاً للتعليم، والشيخ محمد الطيب معلماً بمدرسة كروكت، والشيخ محمد عبد الحميد بمدرسة بوقور.
إلا أن هذه التظاهرة الاجتماعية في استقبال هيئة العلماء القادمة من مكة المكرمة لا تمنعنا من أن نحلل موقف السادة العلويين تجاه حركة التعليم والإصلاح الاجتماعي، وأن نصنفهم إلى ثلاث مجموعات كل مجموعة حسب موقفها من حركة التعليم؛ لأن هذه النظرة تمكننا من فهم أسباب الصراع الذي نشب فيما بعد بينهم وبين الإرشاديين. تشمل المجموعة الأولى المحافظين من السادة العلويين المناصب الذين ورثوا الجاه من آبائهم، وأضحوا يمثلون القيادة الروحية والاجتماعية لأهالي حضرموت المقيمين في إندونيسيا، فقد كان هؤلاء في حالة توجس من الحركة التعليمية، ويحسبونها لا تصب في معين طموحات الشخصيات؛ إلا أنهم شايعوها تقيّة.
وتمثل المجموعة الثانية قلب الحركة التعليمية النابض الذي كان يتألف من شباب البيوتات الصغيرة (أي العلويين غير المناصب)، وبعض المتنورين من شباب السادة العلويين المناصب الذين كانوا يتظاهرون بالحرية والدعوة إلى المساواة ويوصمون أهل الجاه "بالغش والدجل والخرافات". وخير شاهد على موقفهم هذا ما قاله رئيس جمعية خير، السيد محمد بن عبد الرحمن بن شهاب، مثمناً عطاء الأستاذ السوركتي، وما حققه من إنجازات في سنته الأولى: "كنا لا نعتاد غير رؤية أصحاب الأردية الخضراء والسبح الرقضاء، ممن يخضبون لحاهم ويطوفون البلاد طولاً وعرضاً للاستجداء والتسول. أما الآن فقد أنعم الله علينا بالشيخ السوركتي الرجل العالم الصالح، وحصل على يديه نفع كثير، وخير جزيل". وعضدت مجلة الشفاء في عددها الخامس من سنتها الأولى شهادة ابن شهاب بقولها: "كلنا نعلم أنه لم يفد إلينا في هذا العصر، أو في الذي قبله، لا في حضرموت، ولا في المهجور، رجل جاهد في سبيل رقينا وتشريفنا جهاد هذا الرجل، الذي أصبحنا بفضل علمه وجده أحرار الضمائر مخلصي الدين، مجتهدين في التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أما المجموعة الثالثة فكانت تتكون من بعض الشباب المتنورين والمولدين الذين لم يكن لديهم انتماء لحزب، أو تشيع لمذهب، وليس لهم رباط عقيدي يؤطر لأفكارهم وطموحاتهم، لكنهم ظلوا يضمرون مناصرتهم إلى الإصلاح من أي طرف أتى.
في ظل هذه الظروف كانت النصرة إلى المجموعة الثانية التي أعجبت بعطاء السوركتي وهللت لإنجازاته، ثم فوضته بأن ينشأ مدرستين أخريين في أحياء سرابايا، وبتانه أبع بولتفردن، وأن يختار أربعة أساتذة أكفاء للعمل في مدارس الجمعية التي اتسعت أنشطتها التعليمية، وبرز دورها الإصلاحي. لم يكن هذه المرة مبعث الإلهام المعرفي هو الحجاز، بل ظهر في الأفق اسم السودان، حيث تعاقد السوركتي مع الأساتذة أحمد العاقب شكرت الله، ومحمد نور بن محمد خير الأنصاري، وساتي محمد السوركتي، وحسن حامد الأنصاري للعمل في مدارس جمعية خير في إندونيسيا. وصل هؤلاء الأساتذة الأربعة إلى بتافيا عام 1913م ويقال إنهم جميعاً كانوا من أنصار تعاليم الشيخ محمد عبده الذي درس بعضهم على يديه في الأزهر الشريف، وألم بعضهم الآخر بأدبياته العلمية المنشورة.
إذاً السؤال الذي يطرح نفسه: ما منهج الأستاذ السوركتي التعليمي والتربوي الذي جعل المتنورين من العلويين يشيدون بإنجازاته وعطائه؟ تخبرنا أدبيات الإرشاديين بأن السوركتي فور توليه العمل بمدارس جمعية خير قام بوضع برنامج تعليمي متكامل، بين فيه طرق التدريس والعلوم (اللغة العربية مبادئ الفقه وبعض العلوم العقلية) التي يجب أن تدرس. ويبدو أن هذا البرنامج قد وجد قبولاً عند إدارة جمعية خير والسادة المتنورين الذين كانوا يعتبرونه طفرة نوعية في مناهج التعليم وأساليب التدريس. وقد أكد هذه الفرضية أداء الطلاب في الامتحان النهائي وكفاءة الأساتذة السودانيين في توصيل المعلومة إليهم.
وإلى جانب هذه الأمور الأكاديمية نلحظ أن السوركتي قد أولى اهتماماً خاصاً بالناحية التربوية القائمة على غرس روح المساواة بين الطلاب والمثابرة في تحصيل العلم والمعارف. وفي هذا الشأن نجده قد رفض أن يأخذ برأي بعض العلويين المحافظين الذين طلبوا منه أن يأمر الطلاب بأن "يقبلوا أيدي أولاد السادة العلويين"، عند بداية اليوم الدراسي، وبالأحرى لم يكتف بالرفض ولكنه نحا منحًى أخر، حيث نظم أرجوزة سماها "أمهات الأخلاق"، وأمر الطلاب أن ينشدوها عند بداية اليوم الدراسي ونهايته.
وبذلك حاول أن يؤصّل لروح المساواة بين الطلاب، ويبين لهم أن العلم يرفع بيتاً لا عماد له، والجهل يهدم بيت العز والشرف. ويقول السوركي في بعض مقاطع أرجوزة:
فالتعــــليم للأولاد مرفاة عرش المجد والإسعاد
ومجده المجد الأثيل الأسمى وفقده الداء الذي لا يحمي
لا فخر بالزي ولا النسب ولا بجمع ورق أو ذهـب
لكنه بالعلـم والآداب والدين مصباح أولى الألباب
مرجـع الكل إلي آدم ومنه خلقهم بلا ارتيـاب

لا جدال هذا التوجه التربوي قد ترك أثراً سيئاً في نفوس بعض السادة العلويين المحافظين؛ لأن الدعوة إلى المساواة كانت تعني بالنسبة لهم الرفض الصريح للثوابت الطبقية التي أسسوا عليها مجدهم الاجتماعي وجاههم الديني؛ إلا أنهم لم يكونوا في وضع يؤهلهم لإعلان معارضتهم الصريحة للأستاذ السوركتي الذي حظي بتأييد الطبقة المتنورة، لكنهم كظموا غيظهم إلى أن تأتي الفرصة المناسبة التي تمكنهم من أن يعبروا عن رأيهم صراحة تجاه أفكار السوركتي التحررية.
وبعد أن أرسى السوركتي دعائم برنامجه التعليمي والتربوي بمدارس جمعية خير، خرج في السنة الثانية سائحاً وداعياً في جاوة الوسطى، ومن ضمن المدن التي زارها مدينة الصولو، حيث نزل ضيفاً على نقيب العرب عوض بن سنكر العرمي. وفي فترة إقامته بدار العرمي طرح عليه سؤال حول حكم الشرع في "زواج الشريفة العلوية من غير العلوي". ويقال إن الشيخ السوركتي قد أفتى بصحة عقد النكاح، ونفى وجود أي مانع شرعي. ويبدو أن هذه الفتوى الفرضية قد أثارت حنق العلويين عليه لأنهم اعتبروها إهانة لهم، وبدأ بعضهم يعيِّر الأستاذ بأنه معلم فقط، فلا يجوز له أن يتدخل في مثل هذه المسائل الشرعية والاجتماعية. وفي هذا يقول السوركتي:
"يلمزني الجُهّال ويعيبونني بالاشتغال بصناعة التعليم، ويقولون لي: كن معلماً وما أنت إلا معلم على سبيل التنقيص. فيا ترى إذا كان ما أنا فيه من تعليم الدين عيباً أكون بسببه محتقراً، فأي صنعة أشرف منها أكون عظيماً محترماً إذا تمسكت بها؟ ويا ليت شعري إذا كانت إجابتي عن مسالة دينية سئلت عنها علي مقتضى ما علمت قد عد غلطاً وفضولاً وخوضاً فيما لا يعني ففي ماذا أكون معلماً"؟.

وعندما شعر الأستاذ بالقطيعة في وجوه القوم تداركاً لموقفه هذا وعدهم بأنه سيلتزم السكوت وعدم الخوض في مثل هذه المسائل، لكن كفارة هذا الموقف من وجهة نظر السادة العلويين كانت تعني أن يصدر السوركتي فتوى أخرى ينفي ما قاله بدار العرمي. إلا أن هذا التحدي قد دفع السوركتي إلى تقديم استقالته في السادس من سبتمبر سنة 1914م إلى إدارة جمعية خير، وفي أحد بنود الاستقالة يقول "إن يبني وبينكم شرطاً وهو أن تؤدوا إلى حين إرادتي للسفر تذكرة المركب لي ولإخواني مع مصاريف السفر، فأرجو أن توفوا به لأرجع إلى مكة المكرمة التي جئت منها". فكان رد الجمعية على هذا الطلب: "لم تر الجمعية شيئاً واجباً لك عليهم. والسلام". 



جمعية الإصلاح والإرشاد: الكسب والعطاء

ويبدو من هذه الاستقالة أن السوركتي كان عازماً على العودة إلى مكة المكرمة دون الدخول في صراع مكشوف مع السادة العلويين؛ إلا أن بعض وجهاء الحضارمة غير العلويين أثنوه عن هذا المسعى، وشجعوه على إتمام المشوار التعليمي والإصلاحي الذي وضع لبناته في إندونيسيا. واستجابة لنداء هؤلاء عدّل السوركتي عن رأيه وفتح مدرسة خاصة في أحد بيوت نقيب العرب عمر بن يوسف منقوش بحارة جاتى سماها مدرسة الإرشاد الإسلامية.
ثم بعد ذلك اقترح المناصرون للأستاذ السوركتي ضرورة تأسيس جمعية تقوم بتوفير الدعم المادي والأدبي للمدرسة، وتسهم أيضاً في تنظيم أنشطتها التعليمية والتربوية. ومن هنا نبعت فكرة قيام جمعية الإصلاح و الإرشاد العربية في مدينة جاكرتا. ويبدو أن تأييد نقيب العرب عمر بن منقوش وصالح عبيد عبدات وسعيد بن سالم المشعبي لقيام جمعية الإصلاح والإرشاد كان يعكس جزءاً من الصراع الخفي بين السادة العلويين وبعض وجهاء المجتمع الحضرمي الذين أصبحوا أكثر قرباً من موطن صناعة القرار في جاكرتا. وخير شاهد على هذا قول عمر بن سليمان ناجي عن ماهية الإرشاد ومبادئها:

الإرشاد حركة تحررية تقدمية ظهرت بين مغتربي العرب بإندونيسيا، تهدف إلى تغيير الوضع الاجتماعي الفاسد والعقائدي، ثم نشر العلم ومحاربة الأمية، وإطلاق الفكر من قيود التقليد ومحاربة الامتيازات العنصرية، ثم البدع والخرافات التي دخلت على الدين، ثم تمكين عقيد التوحيد ليكون الإنسان عبدا لله وحده، ولتكوين مجتمع إسلامي اشتراكي تعاوني تسوده العدالة والمساواة.

لعل القارئ المتمعن في عبارات الأستاذ ناجي يلحظ أن الصراع الخفي بين الحضارمة والسادة العلويين كان يمثل الباعث الأساسي الذي مهد الطريق لقيام جمعية الإصلاح والإرشاد ومكّن الأستاذ السوركتي وبطانته من أن يصيغوا مبادئ الجمعية على ضوء المؤشرات الآتية:
·توحيد الله توحيداً خالصاً بعيداً عن مظان الشرك الظاهر والخفي في الاعتقاد والأفعال والأقوال.
·المحافظة على الأخلاق الإسلامية التي جماعها: أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك وتحافظ على عزة النفس وشرف العمل وعدم الخنوع لغير الله.
·المحافظة على العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج وغيرها وعدم التهاون فيها.
·إحياء السنة الصحيحة وترك البدع وعدم المشايعة لها.
·التعاون على البر والتقوى وعدم التعاون على الإثم والعدوان.
·الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالحكمة والموعظة الحسنة.
·نشر العلوم الدينية العصرية واللغة العربية.

على هدي هذه المبادئ نشأت جمعية الإصلاح والإرشاد العربية، وبدأت تبشر بفجر المساواة والإخاء والتعليم، ونتيجة للنجاح الذي حققته في هذا المضمار بدأت الطلبات تترى على مركزها العام في جاكرتا بغية إنشاء فروع مماثلة لها في الأقاليم. واستجابة لهذه النداءات تمَّ افتتاح فرع مدينة تقل عام 1917م، وفي عام 1919م افتحت ثلاثة أفرع أخرى في مدينة بكالونقان، وشربون، وبومي أيو، وفي عام 1927م أسس فرع للإرشاد بمدينة سورابايا، وتبعه في ذات العام فرع مدينة بانيووانقي، وفي العام الذي يليه ثم افتتاح فرعي مدينة بندووسو، ومدينة بوقور، وفي عقد الثلاثينات ظهرت أفرع الإرشاد في فماللانق، سمارانق، شومال، فور وكرتو، صولو. وألحق كل فرع من هذه الفروع بمدرسة إعدادية لتعليم الناشئة الحضارمة علوم القرآن والحديث واللغة العربية والعقائد والفقه والتفسير، وبعض العلوم العقلية مثل الكتابة والحساب والتاريخ والجغرافيا والهندسة والهيئة والمنطق، وبعض اللغات الأجنبية مثل الهولندية والإنكليزية.
وقد علق الداعية رشيد رضا علي هذا النشاط بقوله: إن جمعية الإصلاح والإرشاد "غرضها إنشاء المدارس ونشر التعليم الديني والمدني الذي تقتضيه حالة العصر من الاستقلال، وإحياء هدى الكتاب والسنة، ومقاومة الخرافات الفاشية من طرق الابتداع في الدين".
وإلى جانب هذا النشاط التعليمي اهتمت الإرشاد بتقديم المحاضرات العامة في المساجد والأندية الثقافية وذلك لتبصير الناس بأمورهم الدينية، وبعض المسائل المرتبط بشؤونهم الحياتية، وأسهمت في تطوير العمل الصحي بإنشاء عدد من المراكز الصحية لتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية بأسعار رمزية، وأسست عدداً من فرق الكشافة والموسيقى والرحلات، وذلك لتدريب الناشئة على الصبر والعطاء، ولترقية الحواس الفنية والذوقية فيهم.
ونجدها أيضاً قد تركت بصمات واضحة في تاريخ الكفاح السياسي ضد الاستعماري الهولندي والياباني. وفي هذا يقول الرئيس الإندونيسي (السابق) سوكارنو في مؤتمر حزب شركة إسلام المنعقد بمدينة الصولو في 19 أبريل 1951م: "إن إندونيسيا لا ولن تنسى فضل الجمعيات التي ساعدت على إحياء النخوة والغيرة الدينية والوطنية التي عجلت بالثورة الكبرى والحصول على حريتنا، كحزب شركة إسلام السياسي، وجمعية الإرشاد، والمحمدية الدينيتين". وتحدثنا المصادر التاريخية أيضاً عن إسهام بعض قادة الإرشاد في تأسيس حزب مجلس شوري مسلمي إندونيسيا (ماشومي)، الذي تزعمه الدكتور محمد ناصر. وفور تأسيسه ظل هذا الحزب يمثل تياراً إسلامياً داخل البرلمان الإندونيسي وترياقا ضد الشيوعية في الشارع السياسي، الشيء الذي دفع الرئيس الراحل سوكرنو إلى حله عام 1959م.

الخصومة بين العلويين والإرشاديين

لم يحدث تطور جمعية الإصلاح والإرشاد العربية الذي أشرنا إليه في جو يسوده الوئام والإلفة والتعاون، بل كانت كل خطوة من خطواته محفوفة بمعارضة السادة العلويين، الذين كانوا يعتبرون الدعوة إلى المساواة ومحاربة الشفاعة والتوسل وزيارة القبور وفتح باب الاجتهاد وفق قيم الكتاب والسنة ابتداعا في الدين، يهدد إرثهم الاجتماعي وتراثهم الصوفي بالزوال، لذا فعليهم أن يحاربوه بشتى الوسائل والسبل ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً. من ثم أخذ الخلاف بين جمعية الإصلاح والإرشاد وجمعية خير (أو الرابطة العلوية التي نشأت عام 1927م) يزداد حدة وضراوة، ويأخذ طوراً آخر ملئ بالفجور في الخصومة.
وقد توقدت الشرارة الأولى لهذا الصراع في أكتوبر 1915م، عندما نشر أحد شباب آل باعلوى مقالا في جريدة "صولوه هنديا" الملايوية عن المساواة بين المسلمين، ويبدو أن كاتب هذا المقال قد انتقد فيه فتوى السوركتي التي أصدرها بشأن جواز زواج العلوية الشريفة بغير العلوي. ورداً على هذا المقال أصدر السوركتي فتوى أخرى سماها "صورة الجواب"، تعرض فيها تفصيلا لموضوع الكفاءة في الزواج، ثم عضد رأيه القائل بجواز زواج العلوية بغير العلوي بعدد من الحجج والبراهين المستقاة من الكتاب والسنة، وآثار السلف.
لا شك أن صدور صورة الجواب قد أثار حفيظة السادة العلويين ودفعهم إلى التعريض برائد حركة الإرشاد والإرشاديين، الذي وصفوه بأنه "زنديق يظهر الإسلام ويخفي الكفر"، وأوعزوا إلى الهولنديين بأنه "من أنصار المهدي السوداني، وأنه يسعى إلى تنظيم مهدوية ضد الحكم الهولندي"، وأفادوا الإنجليز "بأنه نصير اللاجيء السياسي… الهندي الثائر على الإنجليز عبد السلام الكشميري"، الذي كان مقيما بجاكرتا وعلى صلة بالأستاذ السوركتي[41]، ثم تقدموا بعريضة إلى شريف مكة الملك الحسين يثيرون فيه عصبية الهاشميين، ويطلبون منه منع الإرشاديين عن أداء فريضة الحج، بحجة أنهم أنصار حركة هدامة تهدف إلى تقويض دعائم آل البيت.
ووصفت الجريدة الإقبال - لسان حال العلويين- الإرشاديين بأنهم:

جماعة من أولئك الزعانف الذين ينتسبون إلى آل كثير ونهد بجاوا، لم يراعوا حرمة الجوار مع أهل البيت، ولم يراقبوا حرمة النبي صلى الله عليه وسلم في أهل بيته، ولم يكترثوا بجامعة الإسلام والوطن، [بل] طفقوا يتهافتون على أضاليل الدرويش السوداني، وينبذون أهل البيت…فشقوا عصا الحضارمة، وأسسوا جمعية الإرشاد، وفتنوا الأمة وطعنوا في الأنساب…و أنهم سوف لا ينجحوا إلا بوضع أيديهم في أيدي أهل البيت والعمل معهم يدا واحدة، وتركهم دراويش السودان، وزنوج إفريقيا، هم لم يرضوا إلا باسترسالهم في البغي والهوى واستبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، وسيعلم الذين ضلوا أي منقلب ينقلبون.

ومن جانب آخر صدر عدد من الرسائل الداحضة لصورة الجواب، ونذكر منها رسالة حسن بن زين باسلامة، ورسالة عبد الله صدقة دحلان المعروفة بـ"إرسال الشهاب على صورة الجواب" ، ورسالة علوي بن مديحج بسنغافورة، ورسالة محسن بن سالم العطاس. انتقدت هذه الرسائل فتوى السوركتي التي أصدرها عن مسألة الكفاءة في الزواج وجواز زواج العلوية من غير العلوي، وحاولت النيل من شخصه، وشككت في كفاءته العلمية.
أما مرافعة الإرشاديين فقد جاءت في كتاب أصدره أحمد العاقب شكرت الله بعنوان فصل الخطاب في تأييد صورة الجواب، وقد انتقد فيه رسالة عبد الله صدقة دحلان التي وصفها بالسطحية وعدم الموضوعية وانتقد صاحبها انتقادا شخصيا، الشيء الذي دفع علوي بن طاهر الحداد أن يصدر كتابه الموسوم بـ القول الفصل فيما لبني هاشم وقريش والعرب من الفضل. وفي هذا الكتاب الضخم الذي يزيد عدد صفحاته عن الألف صفحة استعرض المؤلف فضائل آل البيت، وانتقد ما جاء في صورة الجواب ووصف صاحبه "بجهل ما هو معلوم من الدين بالضرورة"، ثم تناول كتاب فصل الخطاب في تأييد صورة الجواب ناقداً ومستهجناً وواصفاً إياه بعدم الموضوعية والخواء الفكري.
وردا لاعتبار الإرشاديين أصدر السوركتي رسالة في الرد على كتاب "القول الفصل فيما لبني هاشم وقريش والعرب من الفضل" داحضا فيها الحجج والبراهين التي آثارها الحداد بشأن إقرار الكفاءة الذاتية لآل البيت وانسحاب ذلك على الكفاءة في الزواج.
وأخيرا انتقل الصراع من دائرة الحرب الكلامية والشكاوي إلى أهل السلطان في إندونيسيا وحضرموت إلى دائرة الاعتداءات الشخصية والبلاغات الكيدية أمام السلطات الهولندية. ونذكر على سبيل المثال لا الحصر حادث مسجد النور بمدينة بندووسو، حيث اشتبك أكثر من خمسين شخصاً من أنصار العلويين وخصمائهم الإرشاديين، وانتهى الحادث باغتيال شخصين من العلويين، وإصابة ستة أشخاص من الإرشاديين بجراح. ونتيجة لهذه التطورات اتسعت الشقة بين أبناء حضر موت، وانقسموا بين أنصار السادة العلويين والإرشاديين، وامتدت دائرة الصراع، لتشمل شخصيات مرموقة في العالم الإسلامي أمثال الداعية محمد رشيد رضا، والشيخ عبد العزيز الرشيد، وأمير البيان شكيب أرسلان، الذين أظهروا نوعاً من التعاطف تجاه قضية الإرشاديين.
لا جدال أن الصراع بين السادة العلويين والشيخ أحمد السوركتي قد خلف آثاراً سلبية وإيجابية، أسهمت بدورها في إعادة تشكيل بنية المجتمع الحضرمي الإندونيسي سياسياً، واجتماعياً، وفكرياً. ويمكننا في هذا المضمار أن نجمل الآثار الإيجابية فيما يلي:
أولا: تقدم حركة التعليم الديني والمدني التي قادتها جمعية خير وجمعية الإصلاح والإرشاد العربية وذلك عن طريق المدارس التي تمَّ إنشاؤها، والمناهج التي سار عليها العمل التعليمي والتربوي.
ثانيا: بزوغ فجر الصحافة العربية في إندونيسيا وذلك بظهور مجموعة من الصحف العربية التي يقدر عددها بخمسين صحيفة، صدر معظمها واحتجب في الفترة بين الحربين العالميتين (1914-1945م). ومن صحف السادة العلويين النشطة نذكر "الإقبال"، و "حضر موت"، و "الرابطة"؛ ومن صحف الإرشاديين "الإرشاد"، و "الدهناء"، و "الذخيرة الإسلامية".
ثالثا: الدعوة إلى إحياء مبادئ التوحيد وإخلاص العبادة لله والاستعانة به في كل الأمور، وانتقاد البدع والخرافات التي فرضتها رجاحة الموروث الفقهي غير المتبصر بثوابت الكتاب والسنة، ثم الدعوة إلى الحرية والمساواة وفتح باب الاجتهاد في الأمور الدينية الظنية والشؤون الحياتية المعاصرة.
أما الآثار السلبية للصراع بين الإرشاديين والعلويين فقد تجسدت في التنازع والتدابر والتباغض الذي وروثه المجتمع الحضرمي، وفي انشغال الدعاة بالقضايا الانصرافية والاختلافات حول المسائل الفرعية التي لا تتعلق بأصول الدين، وفي إضعاف نفوذ العرب في أوساط الإندونيسيين الذين كانوا ينظرون إليهم بمثابة القدوة الحسنة التي يمكنها أن تسهم في إصلاح الدين، وتمكين أواصر المودة والإخاء الإسلامي والدعوة إلى إحياء الكتاب والسنة وسيرة السلف الصالح.

إرهاصات الصلح وإحباطات الفشل

لا يمكننا أن نعمم ونصف كافة الإرشاديين والعلويين بأنهم قد أغلقوا باب الحوار والصلح فيما بينهم وتخندق كل منهم في خندقه؛ لأن مثل هذه الفرضية تحجبنا عن رؤية وتقييم بعض المبادرات التي قام بها نفر من الوسطاء الذين انطلقوا من مبدأ مناصرة الأخ لأخيه ظالماً ومظلوماً، ومن مبدأ إصلاح ذات البين بين الفرقاء.
ونذكر على سبيل المثال مبادرة السيد إسماعيل عبد الله بن علوي العطاس، ممثل العرب في مجلس العموم الإندونيسي، والتي حاول من خلالها العطاس أن يجمع شمل العرب على اختلاف مشاربهم السياسية والاجتماعية في كيان سياسي اقترح له اسم الرابطة العربية، وأوضح أن غايته ستكون خدمة مصالح العرب والدفاع عن حقوقهم في مجلس العموم الإندونيسي ومؤسسات الدولة الأخرى.
وكانت نقطة الانطلاق بالنسبة العطاس هي الدعوة إلى مؤتمر جامع يجيز القانون الأساس للرابطة العربية المزمع قيامها، ويحدد أهدافها، واختصاصاتها، وواجباتها، ولبلوغ هذه الغاية كون العطاس لجنة عشرينية لتقوم بالإعداد للمؤتمر الذي أعلن تاريخ انعقاده في التاسع من فبراير 1919م بمقر جمعية خير بحارة تانه اباع في مدينة جاكرتا. وقد شملت عضوية اللجنة عدداً من وجهاء السادة العلويين والإرشاديين بما فيهم الأستاذ أحمد السوركتي. وبالفعل قد وجدت هذه المبادرة قبولاً من كل الأطراف عدا بعض العلويين الذين رفضوا التعاون مع اللجنة المختارة بحجة عضوية أحمد السوركتي الذي يعتبرونه "أصل الشقاق والتنافر بين الحضارمة". ومن ثم مات مشروع العطاس قبل أن يرى النور.
ولم يثبط فشل العطاس همم الداعين لإصلاح ذات البين بين الإرشاديين والعلويين، ففي الخامس من فبراير 1921م طرح أحد المصريين المقيمين بسنغافورة يدعي حسين عابدين مشروع صلح يقضي بعدم "لزوم تقبيل يد السيد، وعدم لزوم احترام من لا يستحق الاحترام سواء كان علوياً، أو شيخاً، وعدم التعصب في مسألة الزواج، فلكل الحرية في تزويج بنته، أو أخته، أو غيرهما لمن يريد"، وأن تقبل "المدارس العربية…جميع الطلبة على حد سواء أولاد سادة كانوا أو أولاد مشائخ". وفي الوقت نفسه وعد الوسيط حسين عابدين بأن الاجتماع المزمع عقده بين الطرفين لإجازة شروط الصلح سيحضره هو شخصياً وبرفقته قنصل السفارة البريطانية ليكونا شاهدين على الطرفين؛ إلا أن مبادرة حسين عابدين كسابقتها رفضت من السادة العلويين الذين كانوا يرون فيها محاباة واضحة لخصومهم الإرشاديين.
هكذا ظل الإرشاديون والعلويون يعيشون صراعاً مريراً تتخلله إرهاصات الصلح واحباطات الفشل، ففي فبراير 1928م وصل إلى جاوة قادما من اليمن مفتي حضرموت السيِّد عبد الرحمن بن عبيد الله السقاف بغرض الصلح بين الفريقين المتنازعين، وتحقيقا لهذا المسعى وضع الشروط الآتية:
ـ ترك السباب والشتم بين الطرفين بما في ذلك الطعن في الأنساب.
ـ أن يكون مذهب الحضرميين جميعا هو مذهب الشافعي، فما اختلفوا فيه من شيء فمردهم إلى المعتمد من المذهب.
ـ أن تكون حقوق الإسلام مبذولة بين الطرفين.
وعلى حد قول الدكتور الحجي إن هذه الشروط قد عرضت على الخصمين، ووجدت قبولاً من السادة العلويين ونوع من الإعراض والتشكك من بعض الإرشاديين. لذا فإن جهود السقاف قد ذهبت مع الريح، وعادت الخصومة أشد فجورا مما كانت عليه بين الطرفين. والسبب في ذلك يعزي إلى تصاعد النشاط الصحفي غير الملتزم بأدبيات الخلاف وإلى أقلام الصحفيين التي كانت تستبدل الذي هو أدنى (الخصام) بالذي هو خير (الصلح) رغبة منها في تحقيق الكسب المادي الرخيص.
ولم تقف مبادرات الصلح بين الحزبين المتخاصمين عند هذا الحد، بل ذهبت تلتمس توسط بعض الوجهاء الذين يمكن أن يوصف تصرفهم تجاه هذه القضية بالحيدة والعدالة. ومن ثم نجد أن الأستاذ السوركتي عندما ذهب لأداء فريضة الحج عام 1928م حاول جاهداً أن يشرك الملك عبد العزيز بن سعود وأعضاء الرابطة الشرقية في القاهرة في قضية الصراع بين العلويين والإرشاديين، ويطلب منهم التوسط في تسوية الخلافات بين الطرفين، واستجابة لهذا النداء فقد فوضت الرابطة الشرقية الأستاذ السوركتي والسيد إبراهيم السقاف ليقوما بالإصلاح، وقبل أن تكلل مساعيهما بالنجاح وقعت بعض المشادات الصحفية والاعتداء الشخصية بين الخصماء، الشيء الذي أسهم في فساد مبادرة الرابطة الشرقية.
أما الملك عبد العزيز بن سعود فقد بعث في يوليو 1933م كتاباً إلى الفريقين بوساطة إبراهيم بن عمر السقاف يدعوهم فيه إلى نبذ التباغض والتخاصم والعودة إلى أخوة الإسلام. وفي ضوء نداء ابن سعود دعا إبراهيم السقاف إلى هدنة لمدة عامين، يتم خلالها التوصل إلى صلح نهائي بين الطرفين؛ إلا أن الإرشاديين قد هاجموا السقاف ووصفوه وقومه بعدم الجدية في التوصل إلى صيغة صلح نهائي متعللين بأن الصلح يجب أن يقوم على نفس الشروط التي اتفق عليها الفريقان قبل نداء بن سعود. ويبدو أن السقاف قد استهجن خطاب سكرتير جمعية الإصلاح والإرشاد، بدر بن سالم بن تبيع، في هذا الشأن، ثم أخيراً سحب نفسه من مشروع الصلح واعتزل التدخل في قضايا الإرشاديين والعلويين.
وكما يرى البكري فإن فشل هذه المبادرات التي أشرت إليها إجمالاً قد دفع العناصر المولدة (أو مواليد العرب) إلى تكوين كيان سياسي يعرف بـ "وحدة المواليد العربية" في جاكرتا، وقد أنشئت لهذه الوحدة عدد من الشعب في بعض المدن الإندونيسية، وقد حددت مهامها في النقاط الآتية:
· مطالبة الحكومة بإقرار حقوق المواليد العرب السياسية والمدنية، وذلك قياساً بحقوق مواليد الجاليات الأخرى.
· إنشاء مدارس هولندية عربية تمكن الناشئة العرب من مواصلة دراساتهم العليا في المدارس الحكومية.
· توثيق الصلات بين المواليد العرب وبقية أفراد المجتمع الإندونيسي.
· تجاوز الصراع الحادث بين الإرشاديين والعلويين.
وبالفعل قد وجدت هذه الوحدة قبولاً في أوساط شباب الإرشاديين والعلويين الذين ملّوا صراع آبائهم حول القضايا التي لا تخدم واقعهم المعاصر، وبدأوا نشاطاتهم بتأسيس مدرسة هولندية عربية في سرابايا تابعة لوزارة المعارف العمومية، ثم أصدروا مجلة بالملايو لتكون حلقة الوصل بينهم وقطاعات المجتمع الإندونيسي، وتكون بمثابة منبر حر لطرح أفكارهم السياسية وتحقيق مطالبهم المدنية. بالرغم مما حققته هذه الوحدة من نجاح في سنواتها الأولى؛ إلا أنها تقوقعت واختفت تدريجياً من الساحة السياسية والاجتماعية، ويعزي السبب في ذلك إلى اندلاع الحرب العالمية الثانية واحتلال اليابان لإندونيسيا عام 1942م.
هكذا كانت مسيرة الصراع بين السادة العلويين والإرشاديين طويلة ومريرة ومحفوفة بالمكاره، لكن توجد على جوانبها بعض القبسات المشرقة التي أطلقت عليها الباحثة الأسترالية نتاليا موبيني كيشه Natalie Mobini-Kesheh "نهضة العرب الحضارمة في إندونيسيا". 
غلاف كتاب عليه اسم الشيخ سوركتى وصورته



هناك 3 تعليقات:

  1. الردود
    1. لو كان مصريا لعرفه الحميع

      حذف
  2. نأسف علي التقصير فى المواصلة في باب الشخصيات السودانية

    ردحذف