فى 14 يوليو 2010 نشرت صحيفة "آخر لحظة" حواراً على صفحاتها مع عميد دار السودان بالقاهرة العم عابدين على أحمد رحمة الله عليه وكان أخر حواراته المنشورة ونحن نعيد نشر هذا الحوار اليوم بمناسبة مرور سنة على نشره تعميماً للفائدة الجمة التى حواتها كلمات عم عابدين رحمه الله وعرفاناً لدوره ومكانته فى قلوب أبناء الجالية وتأكيداً على بعث الحياة والحيوية فى أجيالنا الجديدة.
منشور فى آخر لحظة 14 يوليو 2010
حاورته فى القاهرة : سحر رجب
دار السودان بالقاهرة، واحدة من أقدم معاقل الجالية السودانية فى جمهورية مصر العربية ، احدى الاماكن التى ظلت صامدة على مر الحقب والعهود المختلفة فى مصر والسودان، كجهة تتجمع في السحنات السودانية الاصيلة وتلك التى أمتزجت لتشكل خليط وادى النيل بدرجات متفاوته،وان ظل السمت السودانى هو الذى يغلب كعلامة بارزة فى داخل دار السودان ، المتموضعة فى قلب القاهرة بخليطها ومزيجها التاريخى. تشهد دار السودان نشاط محموم هذه الايام ، بدأ بسلسلة من زيارات المسئولين السودانيين للدار، ثم اختيار دار السودان كأحد مراكز الاقتراع فى الانتخابات السودانية الاخيرة، ثم رعاية الدار لمدارس سودانية تعمل بالمنهج السودانى، وغيره من خدمات اجتماعية وثقافية متعددة . وكان من الطبيعى ان يأتى بعد ذلك الدعم المادى والمعنوى والاجتماعى بشكل او اخر لهذه الدار ، ولعل مشروع الكارت الطبى المخفض او التأمين الصحى للجالية السودانية بمصر، نوع من هذا الدعم، بالاضافة الى ما صرح به بعض المسئولين السودانيين مؤخرا عن دعم مادى ضخم للجالية السودانية بمصر، وبلاشك على رأسها دار السودان،التى تمثل هذه الجالية، وأخيرا تاكيدا لنمو حجم الدور الذى تلعبه دار السودان، يبدو انه كان لهذه الدار وادارتها دور كبير ادى لاستصحاب السفير السودانى بالقاهرة، ضمن قراراته اصدار قرار بانشاء شعبة خاصة بشئون الجالية فى السفارة السودانية بمصر .
بحثا وراء كواليس دار السودان والجالية السودانية بمصر، التقت صحيفة( آخر لحظة ) بعميد دار السودان بالقاهرة، الاستاذ عابدين على أحمد، ووجهنا له بعض الاسئلة فيما يتعلق بالموضوع ، وللاستاذ عابدين باع و دور كبير فى مجال العمل المدنى وخاصة خدمة الجالية السودانية حيث كان رئيسا لجمعية " سكوت الخيرية "، ثم رئيسا لرابطة العمال السودانيين، بجمهورية مصر، ثم نائبا للنادى المصرى السودانى، وكان رئيس النادى أنذاك المهندس فؤاد ذغله وزير الصناعة السابق ، كما أنتخب الاستاذ عابدين ممثلا للجالية السودانية ولعضوية جهاز شئون العاملين بالخارج ، حيث مثَّل الجالية السودانية المتواجدة بالقاهرة فى عدة مؤتمرات للمغتربين فى السودان ، وكذلك فى الأعياد القومية للسودان ممثلا للجالية .
عندما طلبنا منه تعريفا مختصرا بذاته رد قائلا :
عملت موظفا بشركة الحديد والصلب المصرية « كمدير إدارى بقطاعات الورش » ومن خلال هذا العمل وعضوية النقابة التحقت بمعهد التربية العمالية ومعهد الدراسات النقابية ، ومعهد الثقافة السكانية ، ومعهد اقتصاديات العمل ، ومعهد العلاقات الدولية ،التابع لاتحاد نقابات مصر، تمهيدا للعمل فى مجال الثقافة العمالية ، وبعد تلك الدراسات التحقت بمركز عابدين للثقافة العمالية مشرفا ثم مدربا ثم مديراً لمركز الثقافة العمالية بعابدين، لتوعية العامليين بالقطاع العام والخاص والحكومة فى صورة دورات تثقيية لمدة أسبوع ، وتصعيد الأوائل إلى دورات متخصصة لاختيار كوادر للحركة العمالية المصرية وتوعية العامليين لرفع الكفاية الانتاجية ا، وفى هذا السياق تم منح المركز، كأس التفوق من بين 62 مركز من قبل الرئيس أنور السادات فى عيد العمال وإذا تحدثنا فى هذا الموضوع سنأخذ مجلدات ونكتفى بهذا القدر.
نريد نبذة تاريخية عن نشأة دار السودان ؟
دار السودان تم تسجيلها رسميا فى عام 1961، أيام ملك مصر والسودان حيث كانت هناك جمعيات اقليمية متعددة لخدمة القرى فى الشمال، وأنتهز هذه السانحة لطلب الرحمة والمغفرة لارواح أجدادنا وأسلافنا الذين أسسوا تلك الجمعيات حيث أنهم أدوا دورا هاما من خلالها، فقد استطاعوا بناء الخلاوى والمدارس والشفخانات ودعم الأسر فى الثلاثينات والأربعينات عليهم الرحمة جميعا ، وكان هناك اتحاد شمال السودان الذى كان يضم صفوة من السودانيين ، وفى الستينات مع التطورات السياسية والاقتصادية والتطور التعليمى بالنسبة لابناء الجالية ، فكر بعض الأخوة السودانيين بمصر حول ضرورة توحيد هذه الجمعيات واتحاد شمال السودان فى بوتقة واحدة ، الامر الذى تم لاحقا وسمي بدار السودان، وهو اسم يشمل الاسم والموضوع ، وبعد التسجيل فى عام 61 ، بهذا تم ألغاء الجمعيات الجهوية ، وتم تعديل اللائحة لتمثيل كافة السودانيين دون تمييز مقابل اشتراك رمزى بسيط ، والحمد لله صمدت الدار منذ ذلك الوقت والى الان .وماذا عن موقع وانشطة الدار الحالية؟
يقع مبنى دار السودان، فى 6 شارع بنك مصر ، وهى دار مشرعة الابواب لكل السودانيين وكل السودانيات على اختلاف انتمائهم ، ونحن نرحب بكل الوافدين ، حيث تركز دار السودان على خدمة كافة السودانيين بقدر المستطاع وخاصة الأرامل والمسنيين وهناك أنشطة كثيرة جدا داخل الدار ، فعلى سبيل المثال هناك مدرسة ثانوية لأبناء الجالية تمهيدا لتصعيدهم للجامعات والكليات ، فريق كارتيه ، وفريق كرة القدم ، وهناك مركز للكمبيوتر لتعليم أبناء الجالية ، ودورات للأسعافات الأولية ( مسعف لكل منزل ) وهناك لجنة للمرأة مهتمة بكل ما يتعلق بشئون المرأة ، كما ان دار السودان بها قاعة للمناسبات بأجور رمزية .
ما هى نوعية العلاقة بين دار السودان والسفارة السودانية بمصر ؟
دار السودان تجمعها علاقة طيبة مع ادارة سفارة السودان ، وقد زار كل سفراء السودان دار السودان ، والتقوا مع الجالية فى مناسبات متعددة ، والسيد السفير عبد الرحمن سر الختم سفير السودان الحالى بالقاهرة ، ورغم قصر فترة ممارسته لعمله بالقاهرة الا انه التقى مع اعضاء الجالية السودانية عدة مرات بدار السودان ، وانتهز هذه الفرصة لاتقدم له بصوت شكر خاص باسمى واسم الجالة السودانية بالقاهرة ، وذلك نظرا للاهتمام الكبير الذى اولاه لقضايا الجالية منذ تعيينه سفيرا للسودان بمصر ، حيث تفقد الجالية من أسوان الى الاسكندرية، وكثيرا مانراه مع افراد الجالية بصالة الخدمات فى السفارة مستفسرا عن مشاكلهم واحوالهم ، وذلك رغم مشاغله العديدة وكبر مسئولياته، فندعو له بدوام الصحة والتوفيق مع اركان حربه العاملين بسفارة السودان بالقاهرة.
تصادف مع زيارتنا لكم مرور تفتيش من وزارة الخدمة الاجتماعية ، فماهى طبيعة علاقاتكم بالجهات الرسمية فى مصر؟
عن علاقتنا بالحكومة المصرية ، تعمل دار السودان تحت رعاية وزارة الشئون الاجتماعية المصرية ، فى هذا الشأن نحن نترك الدساتير والمواثيق الدولية جانبا، ونتحدث عن علاقاتنا الاخوية مع الشعب المصرى ، فهنا لافرق بين اى عضو فى الجالية السودانية واى مواطن مصرى ، فنحن نتقاسم اللقمة سويا ونرتوى من نيلنا الواحد الخالد ، ونتأثر معا بكل الامور، ونتعايش منذ القدم فى الحياة العامة فى مصر دون اى مشاكل ، وما يؤكد ذلك انك تتحدثين معى الان فى مقر دار السودان الكائن فى احد أجمل شوارع القاهرة ، شارع شريف، الذى يطل على البنك المركزى المصرى والبنك الاهلى ، وهذا الموقع الهام يدل دلالة قاطعة على مدى المكانة الكبيرة من التقدير التى يولينا اياها الشعب المصرى ، ونحن نكن كل التقدير والاحترام للقيادة السياسية والتنفيذية والشعبية بجمهورية مصر على هذا الاهتمام.
وماذا عن علاقاتكم بالسوان حكومة وشعبا؟
دار السودان منذ انشاءها كانت محط رحال وزيارات العديد من القيادات والشخصيات السودانية البارزة، وهناك العديد من الشخصيات السودانية التى تكن مكانة خاصة لدار السودان، والذين اعتادوا على تشريف دار السودان بزياراتهم كلما مروا بمصر، ومن هذه الشخصيات المرحوم مجذوب الخليفة ، والسيد مستشار رئيس الجمهورية مصطفى عثمان اسماعيل ، ورئيس البرلمان السودانى احمد ابراهيم الطاهر، وامين عام جهاز المغتربين السودانين السابق، السيد تاج الدين المهدى، والامين العام الحالى للجهاز: كرارالتهامى، وكثير من الوزراء والمسئولين المحليين والاقليميين والسفراء... ممن لايتسع المجال لذكر اسمائهم، هذا بالاضافة للعلاقات الطيبة وتواصلنا الدائم مع الاهل فى السودان وتواصلهم معنا.
هل يوجد ثمة تطور فى الخدمات التى توفرها الدار للجالية؟
تقدم دار السودان العديد من الخدمات والرعاية لافراد الجالية ، وآخر ماقدمته الدار فى هذا المجال ونسبة لتقدير الدار لاهمية استمرارية التواصل بين الاهل بين السودان ومصر ، قمنا بالاتفاق مع الخطوط الجوية السودانية على تخفيض سعر تذكرة السفر بين البلدين لابناء الجالية، كما اننا على اتصال مع الاخوة فى هيئة الموانى البحرية السودانية لتحقيق نفس التخفيض على تذاكر النقل النهرى، بين اسوان وحلفا.
ماهى رؤاكم المستقبلية لدار السودان؟
نحن عاكفون مع اللجنة التنفيذية بالدار على دراسة بعض المواضيع التى تهم الجالية السودانية بمصر والتى سوف يتم اعلانها خلال هذه الدورة ، والرؤية التى تدور فى اذهاننا تختلف كثيرا عن نمط العمل السابق ، ولا نريد ان نتعجل الامور ونبوح بكل ما نقوم به فى له المستقبل القريب فى دار السودان.
فى اخر زيارة له لمصر تحدث نائب الرئيس السودانى عن دعم مادى كبير للجالية السودانية فاين انتم من هذا الامر؟
بالفعل لقد صرح السيد نائب الرئيس الجمهورية بهذا الكلام ، ولكن نحن لانعلم شيئا عن هذا الموضوع ، قد تكون التطورات وترتيب البيت السودانى من الداخل قد شغلت المسئوليين ، فهناك اولوية لبعض القضايا ونحن على ثقة من أن السيد نائب الرئيس سينفذ هذا المشروع .
موضوعات ذات صلة
* السفير السودانى بالقاهرة يرأس الإجتماع التأسيسى لإنشاء كيان جامع للجالية السودانية بمصر
* الجالية السودانية بمصر... محاولة خلق واقع جديد بقلم نادية عثمان
* واقع الجالية السودانية بمصر - الحراك الشبابى
موضوعات ذات صلة
* السفير السودانى بالقاهرة يرأس الإجتماع التأسيسى لإنشاء كيان جامع للجالية السودانية بمصر
* الجالية السودانية بمصر... محاولة خلق واقع جديد بقلم نادية عثمان
* واقع الجالية السودانية بمصر - الحراك الشبابى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق