أجــيــال- الجالية السودانية بمصر Headline Animator

الخميس، 14 يوليو 2011

واقع الجالية السودانية فى مصر- الحراك الشبابى

قراءة فى حراك شباب الجالية السودانية فى مصر - قراءة أولية

تشهد أوساط الجالية السودانية بمصر فى الآونة الأخيرة حراكاً ملحوظاً خاصة بين أوساط الشباب أو الجيل الجديد ، الحراك الذى لايمكن قراءة خطوطه بمعزل عن مجريات الأحداث فى مصر (خاصة) والمنطقة (عامة)، وإن بدى للناظر أن التفاعل والفعاليات بين أوساط الجالية قد سبق ثورة 25 يناير ، إلا أن ملاحظتين أساسيتين تحوطان الأمر؛ أولهما : أن أى حراك سابق و مشهود كان يتم فى ظل الحكومة و حزب المؤتمر الوطنى وبرعايته وإشرافه وكان أخرها "مؤتمر شباب الجالية السودانية بجمهورية مصر العربية " فى نوفمبر 2010 (وما سمى لاحقاً ملتقى شباب الجالية السودانية) والذى نظمه مكتب المؤتمر الوطنى بالقاهرة فهو حراك لم يتسم بأى استقلالية - وامتداد للجسم الشبابى للحزب- ولم يكن ذاتياً (من داخل الجالية) بل كان حكومياً وحزبياً وبمشاركة السفير السودانى حينها الفريق أول عبد الرحمن سر الختم إضافة لوفد جاء من الخرطوم بينهم السيد عبد القادر زين المنسق العام للخدمة الوطنية (وزير بوزارة الشباب والرياضة سابقاً) والسيد عبد القادر السنى أمين أمانة الشباب بحزب المؤتمر الوطنى وعبد العاطى خير عضو المكتب القيادى للحزب وهشام طه مسئول دائرة المهجر فى الحزب وغيرهم. ولم تخلو ساحة الجالية من محاولات سابقة شبيهة بتلك تسعى لتأطير أبناء الجالية خلف الحزب الحاكم كما لم تخلو من استقطاب معاكس (أحزاب معارضة) فى أزمنة سابقة لم يحقق نتائج تذكر وبقى أبناء الجالية غير قابلين للتحزيب والتأطير والأدلجة شأنهم شأن المصريين حتى عهد قريب. الملاحظة الثانية: أن الحراك بدأ فى الظهور فى أعقاب المؤتمر المذكور وقبل انطلاق الثورة المصرية ولأن حصيلة المناقشات والأوراق استقرت فى الأدراج كالعادة فعاد الشباب أدراجهم يبحثوا عن وسيلة وصوتاً بديلاً فتنامت ظاهرة المجموعات والمناقشات الفعلية والإفتراضية وظهرت صفحات الفيسبوك ومواقع الإنترنت.

بعد عشرات المناقشات والقراءة عبر أربعة أشهر فى صفحات شباب الجالية المختلفة نحاول الإجابة على سؤالين الأول حول طبيعة الحراك ومراده والآخر حول تأثيره وإمكانية احتواءه.

 ما هى طبيعة هذا الحراك وماذا يريدون؟

لا يمكن الجزم تحديداً بطبيعة هذا الحراك وأعداد المشاركين فيه لكن ما يمكن الجزم به أنه ولأول مرة يكون ذاتى الميلاد والإتجاه فهو ليس محسوباً على أية جهة حزبية أو سياسية لذلك فهو لا يعادى الحكومة أو الحزب الحاكم و لا يعمل بالشأن السياسى ويهتم ربما للشأن الوطنى والفارق كبير، ويجمعهم ايضاً – بحسب نصوص على مواقعهم- أنه حراك اجتماعى يستهدف شأن الجالية وتقديم الخدمات لها وينفون تبعيتهم لأية مؤسسات. كما يجمعهم أنهم استفادوا من مساحات الحرية التى يتيحها الفضاء الإلكترونى ولا تتيحها ساحات المؤتمرات التقليدية المنظمة شأنهم فى ذلك شأن الشباب السودانى وغيرهم فى البلاد العربية.
تجمع مجموعة "الجالية السودانية بمصر" وهى إحدى المجموعات المصنفة سرية على الفيسبوك أكثر من 470 عضواً إضافة لصفحات أخرى تضم العشرات من الأعضاء ويزمع شباب من الجالية إطلاق موقع إلكترونى خاص بالجالية باسم "صوت الجالية" والأمر يمضى فى إتساع وتزايد مستمرين فى ساحات الإنترنت كما أن معظم هؤلاء غير منفصلين عن المشاركة فى عشرات المجموعات الشبابية المصرية الشهيرة والنشطة ما يعنى إمكانية التأثر والتأثير. فعلى الرغم من أن هذه الأعداد من شباب الجالية (فى حدود 1000 شاب وفتاة تقديرياً ) تعتبر بسيطة بالنسبة لأعداد الجالية السودانية بمصر ورغم أنهم مجموعات متفرقة و لايزالون إلا أنهم استطاعوا لفت النظر إليهم فى فترة وجيزة.
وفى محاولة قراءتنا حول ماذا يريدون؟ فربما يظل ما وجدناه وتحصلنا عليه كلاماً مبهماً وغير واضح ويتسم بالعمومية- إذا توفر- فيتحدثون مثلاً عن الحقوق الأربعة ومشاكل الجالية فى العمل والتعليم والصحة والمعاملات القنصلية وموضوعات الخدمة الوطنية والأراضى بالسودان وغيرها من موضوعات بينها ما يتعلق بأمنيات مثل انشاء مركز ثقافى أو مدرسة سودانية ، وهى الموضوعات التى لم تظهر حتى على مستوى أبواب الشكاوى والمقترحات (حتى الآن على الأقل) فلو صح ذلك فهى تعتبر مجموعة من المطالب لمجموعة من الناس.

هل هذا الحراك الشبابى فعل محدود يمكن احتواءه؟

 لا يمكن وصف الحراك الشبابى لأبناء الجالية بأنه فعل حتى هذه اللحظات بل أقرب ما يمكن وصفه به أو تصنيفه يكون فى إطار ردة الفعل، رد فعل للتهميش المتواصل عبر السنوات و لتأخر استجابة الحكومة فى تنفيذ مطالبهم واستمرارية – فى منطق هؤلاء الشباب- مناقشة قضاياهم فى إطار أجندة السلطات والحزب فى حشد الدعم الموسمى (أيام الإنتخابات – قضية الرئيس – الوحدة(سابقاً) –المؤامرات ضد الوطن) أى فى إطار استخدامهم لا خدمتهم. رد فعل للضغوط الحياتية المتواصلة فيما يتعلق بالأسرة كالعمل والتعليم والصحة ، رد فعل للواقع الضعيف للدور والجمعيات السودانية وضعف إمكانية إسهامهم فى تطويرها أو إسهامها فى تطوير حياتهم ، ويمكن ايضاً قراءته فى إطار رد الفعل للأحداث المصرية والعربية وتنامى الشعور بالذات والقدرة لدى قطاعات واسعة من الشباب.
وطبيعة رد الفعل فى هذه الحالة أنه محدود الأثر ضعيف المردود خاصة مع غياب وضوح الرؤية الذى تتسم بها هذه المجموعات مما سيحولها إلى منابر افتراضية أكثر من كونها حقيقة واقعية، ستسعى لتفريغ طاقتها على صفحات النقاش و ساحات و مواقع الإنترنت أو ربما بعض الأنشطة الإجتماعية و الرياضية وما شابه ومن ثم ستكون الديمومة لبعض الأنشطة ذات الوقود الفردى.
وعليه لا يحتاج الأمر إلى عظيم جهد لإحتوائه أو تحجيمه بل لا يحتاج أصلاً لجهد من جانب الجهات رسمية أو غير رسمية فطبيعة حراك من هذا النوع كفيلٌ بنفسه بمنازعات داخلية واستنفاذ طاقته؛ بل يسهل الإستفادة من تلك الطاقات لصالح كيان الجالية الذى تسعى السفارة لإنشائه "المجلس الأعلى للجالية السودانية بمصر" والذى دفعنا للحديث عن ذلك هو ما لمسناه من تشكيك بعض الشباب فى هذا الكيان لكونه غير منفصل عن السفارة رغم تأكيدات مسئولين أنه كيان منفصل ومستقل.
سواء صحت القراءة المطروحة حول هذا الحراك أو لم تصح ؛ كونه فعلاً حقيقياً أو مجرد رد فعلٍ وقتى محدود ، تبقى الإشادة والتحية للشباب السودانى فى مصر وما اتسمت به أرائهم وتعليقاتهم من روح وطنية ووعى كبير وحرص على السودان وحرارة انتماء متقدة.


موضوعات " واقع الجالية السودانية" 
* واقع الجالية السودانية بمصر - دار السودان العام الإسكندرية 
* واقع الجالية السودانية بمصر - جمعية صاى الخيرية 


موضوعات ذات صلة
* آخر حوار لعم عابدين رحمه الله لصحيفة "آخر لحظة" السودانية 
* كمال حسن على السفير الجديد بالقاهرة 
* الجالية السودانية بمصر...محاولة لخلق واقع جديد 
* سفير السودان بالقاهرة يرأس الإجتماع التاسيسى لإنشاء كيان جامع للجالية السودانية بمصر 

هناك تعليقان (2):

  1. صدقت فيما قلت وهو الواقع الحقيقى واتمنى من المسئولين قراءة هذا الموضوع بعناية بالغة

    ردحذف
  2. شكرا للتعليق وحسن الظن

    ردحذف